ينطلق مفهوم المرابطة من الربط بين المقاتلين الذين يحرسون حدود الأمة، حيث يتوجب عليهم تأمين هذه الثغور بمرابطتهم فيها. وقد توسيع هذا المفهوم في الإسلام وفقاً لما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية، حيث شملت أوجه متعددة من المرابطة. ومن أبرز هذه الأمثلة الواردة في الشريعة الإسلامية ما يلي:
تُعرَف المرابطة في سبيل الله بأنها ارتباط المسلمين بالثغور القائمة بين بلادهم وبلاد الكفار. حيث يتوجب على المسلمين الحفاظ على حدودهم وصد أي اعتدائات قد تهدد أمنهم، وذلك بما يحقق المصلحة الشرعية.
تشير الثغور إلى الأماكن التي يُحذر فيها المسلمون من الأعداء، والمرابط هو الشخص الذي يكرّس نفسه للدفاع عن هذه الأماكن حمايةً لدينه وشعبه ووطنه.
وقد ذكر ابن عطية أن أصل المرابطة هو ربط الخيل؛ وفي “فتح الباري” ورد أن المرابطة تعني الاستقرار في المنطقة بين المسلمين والكفار لحماية المسلمين. وتُعتبر المرابطة في سبيل الله من أعظم القربات والتعبّدات التي تحقق فوائد جليلة للإسلام والمسلمين.
روى عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “كل ميت يُختَم على عمله، إلا المرابط في سبيل الله؛ فإنه يُجرى له أجر عمله حتى يُبعَث”. وفي حديث آخر، روى سلمان الفارسي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: “رِباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامِه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري له رزقه، وأمن من الفتن”.
أحدث التعليقات