يبرز الفرق بين الفعل اللازم والفعل المتعدي من خلال اعتماد الأول على الفاعل فقط، حيث لا تتطلب عملية الوصول إلى المفعول به أي وسيلة إضافية، كما هو الحال في الأفعال مثل “ذهب” و”وقف”. ففي عبارة مثل “ذهب الرجل”، لا يمكن إدخال مفعول به مباشر، بينما في التعبير “وقف الشرطي عند الإشارة”، نلاحظ اعتباره فعلاً لازماً. وعلى الجانب الآخر، يتميز الفعل المتعدي بقدرته على الوصول إلى المفعول به مباشرة، مثل جملة “أكل الطفل التفاحة”. وهناك أفعال تتطلب مفعولين، كما في “أعطى الغني الفقيرَ درهماً”، أو حتى ثلاثة مفاعيل كما في “أَعلمتُ علياً محمداً مسافراً”.
يمكن استعراض بعض الأمثلة على الفعل اللازم في الشعر العربي كما يلي:
ولا يَكُ مَوقِفٌ مِنك الوَداعا
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقٌ
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
تَبقى سَعيداً إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا
وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ
فـي الـمُـلـكِ لا يعلو عَلَيهِ لِواءُ
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
إليك بعض من الأمثلة على الفعل المتعدي في الشعر العربي:
ما دامَ يَهتِفُ في الأَراكِ هَديلُ
إِنَّ الوَداعَ إِلى الحَبيبِ قَليلُ
وَأَرى الشِفاءَ وَما إِلَيهِ سَبيلُ
وَصَباً مُزَمزِمَةُ الرَبابِ عَجولُ
هَزِجٌ وَمِن غُرِّ الغَمامِ هَطولُ
ظُلَمٌ تَكادُ بِها الهُداةُ تَجورُ
جُردٌ صَلادِمُ قُرَّحٌ وَذُكورُ
تَغلي شَناةُ صُدورِهِم وَتَفورُ
فُرُطُ المَنِيَّةِ يَحصِبٌ وَحَجورُ
وَلَهُ لِوَقعَةِ آخَرينَ زَئيرُ
مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ
أحدث التعليقات