يتضمن القرآن الكريم الكثير من الأمثلة على المحكم، وفيما يلي بعض منها:
تُعتبر النصوص التي تتحدث عن الإيمان والتوحيد محكمة؛ حيث إنها لا تقبل التعديل أو التغيير، ولا تحتمل التأويل، لأن التأويل يحتاج إلى الاجتهاد، ومثل هذه النصوص لا ينطبق عليها ما يجوز فيه الاجتهاد، ومن ذلك قوله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
تشمل النصوص التي ترتبط بأعمال البر والإحسان مثل بر الوالدين وصلة الأرحام، والأمر بالعدل والإحسان، وتحريم الظلم والكذب، مثل قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، وقوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
مثل تحريم الزواج من نساء النبي -عليه الصلاة والسلام-، كما ورد في قوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا)، وأيضاً في قول بعض العلماء كما في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
هناك أيضًا العديد من الأمثلة على المتشابه في كتاب الله -تعالى-، ونوضح البعض منها فيما يلي:
تعتبر الحروف المقطعة الواردة في بدايات بعض السور من المتشابه؛ إذ حصرها الله -عز وجل- في علمه، مثل قوله -تعالى-: (الم)، وأيضاً: (كهيعص).
أثبت الله -عز وجل- لنفسه صفات لا يُعرف حقيقتها إلا هو سبحانه؛ حيث لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهذه الصفات العظيمة تُعد من المتشابه، كما ورد في قوله -تعالى-: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، وأيضًا: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا). كيفية السمع والبصر والاستواء لا يعلمها إلا الله -عز وجل-.
المحكم هو مصطلح يعني الإتقان والثبات، وفي السياق الشرعي يُستعمل للإشارة إلى ما يدل بذاته بشكل واضح على معناه، بحيث لا يقبل النسخ أو التأويل، مما يجعله ثابتاً لا يتغير.
أما المتشابه، فهو يأتي من كلمة “التشابه” بمعنى الالتباس، وفي الشرع يُشير إلى ما ينقصه البيان، ويستخدم نفس المصطلح للإشارة إلى أمور لا تستطيع العقول إدراكها؛ فهي مما استأثر الله -عز وجل- بعلمه.
القرآن الكريم يحتوي على المحكم والمتشابه، حيث يقول الله -عزوجل-: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).
أحدث التعليقات