تُعتبر كل ميم ساكنة تسبقها حرف الباء بكلمتين منفصلتين في القرآن الكريم حالة من حالات الإخفاء الشفوي. بناءً على ذلك، يحتوي القرآن على العديد من الآيات التي تُظهر هذا النوع من الإخفاء. سنقدم عددًا من هذه الآيات كما يلي:
يُعرَف الإخفاء الشفوي بأنه أحد أحكام الميم الساكنة، ويتحقق عند نطق الميم الساكنة التي تسبقها حرف الباء بكلمتين منفصلتين، بحيث يكون الفعل ما بين الإظهار والإدغام. يُفضل أن يراعي القارئ الغنة ويجنّب التشديد، وقد سُمِّي الإخفاء بهذا الاسم لأنه يُخفي صوت الميم عند ملامستها للباء، وسُمّي أيضًا بالشفوي نظرًا لأن مخرج حرفي الميم والباء يتم باستخدام الشفتين.
وتعود علة الإخفاء الشفوي إلى التجانس في مخرج حرفي الميم والباء، بجانب اشتراكهما في صفة الاستفال والانفتاح، مما يجعل حكم الإظهار والإدغام ثقيلين عند النطق، لذا تحوّل الأمر إلى الإخفاء. في هذا السياق، أشار صاحب تحفة الأطفال إلى الإخفاء الشفوي بقوله: “فالأول الإخفاء عند الباء… وسمّه الشفوي للقرّاء”.
بعد تعريف الإخفاء الشفوي وتقديم بعض الأمثلة عليه من القرآن الكريم، نستعرض بعض الملاحظات المتعلقة بهذا الحكم، والتي تشمل الآتي:
حيث إن الميم الساكنة تُعتبر حالة تبعيض للحرف وتغطيته، بينما تكاد ذات النون الساكنة والتنوين تكون معدومة، فلا يبقى منهما سوى الغنة. لذلك، يمكن القول إن من أسباب تسمية الإخفاء الشفوي بهذا الاسم هو التفريق بينه وبين الإخفاء الحقيقي.
حيث يُعتبر مخرج الميم الأصلي، ولا يتم تحويل المخرج إلى الخيشوم.
هذا الوجه هو الإظهار التام دون غنة، ويعد هذا الوجه صحيحًا، إلا أن الإخفاء يُفضل في هذه الحالة.
أحدث التعليقات