تُعد الأسماك العظمية فئة مُصنّفة من الأسماك، وهي الأكثر تنوعاً بين الفقاريات، حيث تضم أكثر من 26,000 نوع، وتشكل ما يزيد عن 95% من جميع أنواع الأسماك المعروفة. تشمل هذه الفئة الأسماك ذات الزعانف الشعاعية والزعنفة الفصية. من أبرز الأمثلة على هذه الأسماك سمكة شمس المحيط، والتي تُعتبر أكبر الأنواع العظمية في العالم، حيث يمكن أن يصل طولها إلى 3.33 متر وتزن حوالي 2,300 كيلوجرام. تشمل مجموعة الأسماك العظمية أيضاً سمك المارلين الأطلسي الأزرق والمارلين الأسود، بالإضافة إلى بعض أنواع سمك الحفش.
تمتاز الأسماك العظمية بعدة خصائص فريدة، منها:
تتواجد الأسماك العظمية في مياه المحيطات والأنهار حول العالم، سواء في المياه العذبة أو المالحة. على عكس الأسماك الغضروفية التي تقتصر على البيئات البحرية، تستوطن الأسماك العظمية مياه المحيطات بجميع أعماقها، من المناطق الضحلة إلى العميقة، وتعيش في درجات حرارة متنوعة، تتراوح أعمارها بين بضعة أشهر إلى أكثر من 100 عام.
تعتمد تغذية الأسماك العظمية على نوعها، حيث تشمل مدارها الغذائي العوالق والقشريات (مثل السرطانات) واللافقاريات (كالقنافذ البحر الخضراء) وحتى بعض الأسماك الأخرى. يتم تصنيف بعض الأنواع كحيوانات آكلة اللحوم، وتتغذى على مختلف أشكال الحياة الحيوانية والنباتية.
تكتسب بعض الأسماك العظمية النضج الجنسي ويمكن أن تنضج بعد الولادة بفترة قصيرة. تتم عملية التكاثر بشكل رئيسي من خلال الإخصاب الخارجي، حيث تقوم الإناث بإطلاق مئات الآلاف من البويضات في الماء، بينما يقوم الذكور بإطلاق الحيوانات المنوية لتخصيبها.
لا تُنتِج جميع الأسماك العظمية البيض؛ فبعضها خنثى (يمتلك أعضاء تناسلية ذكورية وأنثوية) بينما تقوم أنواع أخرى بتغيير جنسها مع مرور الوقت. أما بالنسبة لفرس البحر، فهي تندرج ضمن فئة الأسماك التي تضع البيض، حيث يُخصب البيض داخل جسم الذكر، الذي يقوم بتغذية الصغار من كيس الصفار حتى ولادتها.
تعود أصول الأسماك إلى أكثر من 500 مليون سنة، وقد انفصلت الأسماك العظمية عن الأسماك الغضروفية قبل حوالي 420 مليون سنة.
تُعتبر الأنواع الغضروفية أحيانًا أكثر بدائية، وهو أمر له ما يبرره، حيث أدى التطور في الأنواع العظمية إلى ظهور الفقاريات الأرضية ذات الهياكل العظمية، كما أن بنية خياشيم الأسماك العظمية تهيأت لتتطور في النهاية إلى رئتين تستطيع التنفس الهوائي.
أحدث التعليقات