يُصنّف التمييز في اللغة العربية إلى نوعين أساسيين: تمييز الذات وتمييز النسبة. يُستخدم تمييز الذات بشكل أساسي لإزالة الغموض حول كلمة تسبقه، وعادةً ما يأتي بعد ألفاظ تشير إلى المقادير، الأعداد، الأوزان أو المساحات. في المقابل، تقوم وظيفة تمييز النسبة على توضيح المعنى من خلال محتوى الجملة بالكامل.
هنا بعض الأمثلة التي تُبرز تمييز الذات في الشعر العربي:
يُطالِبُني عمّي ثمانينَ ناقةً
::: وما ليَ يا عفراءُ إلاّ ثمانِيا
وَإِن كانَ قَد صَلّى ثَمانينَ حِجَّةً
::: وَصامَ وَأَهدى البُدنَ بيضًا خِلالُها
وجدنا بني عَمروٍ ثمانين فارسًا
::; تُجابِهُ عن وجهٍ من الليل كالِحِ
فَلَو كانَ حَبلٌ مِن ثَمانينَ قامَةً
::: وَسَبعيِنَ باعًا نالَها بِالأَنامِلِ
فلو أنَّ لي في كل يوم وليلة
::: ثمانين بحرًا من دموع تدفَّق
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً
::: سودًا كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ
إِذا عاشَ الفَتى ستينَ عامًا
::: فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي
سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
::: ثَمانينَ حَولًا لا أَبا لَكَ يَسأَمِ
فيعقوب لاقى الكربَ في فقد يوسف
::: ثمانين حولًا والحنين قرين
إذا بَلغَ الفتى سبعينَ عامًا
::: فما تَسْبِيهِ زينبٌ أو ثُمَامَهْ
ثَمانينَ عامًا رامَها إِن دَنَت لَهُ
::: وَضاقَ بِهِ مِحرابُهُ وَهوَ واسِعُ
ثمانين زنكًا حزبها كل مارد
::: وحزبك رب العرش أكرم به حزبًا
لَئِن كُنتَ في جُبٍّ ثَمانينَ قامَةً
::: وَرُقّيتَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ
تَقومُ السُكارى عَن ثَمانينَ جَلدَةً
::: صَحاةَ وَسَكرانُ المَحَبَّةِ يُصلَبُ
وإليكم بعض الأمثلة التي تظهر تمييز النسبة في الشعر العربي:
وَلَمّا تَلَقّاكَ السَحابُ بِصَوبِه
::: تَلَقّاهُ أَعلى مِنهُ كَعبًا وَأَكرَمُ
يَروعُ رَكانَةً وَيَذوبُ ظَرفًا
::: فَما نَدري أَشَيخٌ أَم غُلامُ
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
::: وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا
::: وَأَندى العالَمينَ بُطونَ راحِ
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ
::: في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
تَفنى عُيونُهُمُ دَمعًا وَأَنفُسُهُم
::: في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
أَتَهجُرُ لَيلى لِلفِراقِ حَبيبُها
::: وَما كانَ نَفسًا بِالفِراقِ تَطيبُ
فَهُنَّ أَسَلنَ دَمًا مُقلَتي
::: وَعَذَّبنَ قَلبي بِطولِ الصُدودِ
يا جارَتي ما كُنتُ جارَه
::: بانَت لِتَحزُنَنا عُفارَه
وَعَرَضتَ دينًا قَد عَلِمتُ بِأَنَّهُ
::: مِن خَيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دينًا
أَشَدُّ مِنَ الرِياحِ الهوجِ بَطشًا
::: وَأَسرَعُ في النَدى مِنها هُبوبا
أحدث التعليقات