تتعدد الأمثلة على حسن الاستماع لدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان نموذجًا يُحتذى به ومنبعًا للأخلاق الرفيعة والنبيلة.

حسن الاستماع في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم

• تميز النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأخلاقه الفريدة، وعند ذكره لا يستطيع المستمع إلا أن يتخيل صفاته الحميدة، مما ساهم في نجاحه الدعوي.
• ومن أبرز سماته هي حسن الاستماع للآخرين، حتى لو كانوا غير مسلمين.

أمثلة على حسن الاستماع لديه

تحلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بخلُقٍ عظيم، وكان كذلك تجسيدًا لمعاني القرآن.

ومن الصفات المثالية التي امتاز بها هي صفة الاستماع، وفيما يلي بعض الأمثلة التي تظهر حسن استماع نبي الله:

استماع الرسول خلال دعوته للمشركين

كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بحسن الخلق وبسعة الأفق، فأصغى حتى للمشركين خلال دعوته، ونستعرض القصة التالية كدليل على ذلك:

• حيث تحدث عتبة بن ربيعة إلى الرسول قائلًا: “يا ابن أخي، إنك من عشيرتنا وذو مكانة بيننا”، وقد استمع النبي له باهتمام حتى أنهى كلامه.
• ثم اختتم عتبة حديثه بقوله: “فاسمع مني، سأعرض عليك بعض الأمور لعلّك تقبل أحدها”.
• فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تحدث يا أبا الوليد، أنا أسمع”. وهذا الرد يعكس رحابة صدره وسمو خلقه.
• وعندما فرغ عتبة من حديثه، قال له النبي: “أفرغت؟”، وعند إجابته بالإيجاب، قرأ عليه القرآن الكريم.
• تعتبر هذه القصة من أبرز الأمثلة التي توضح حسن إصغاء واستماع الرسول.
• قدّم عتبة اقتراحات مغرية للنبي حتى يتخلى عن دعوته، ورغم ذلك، تركه يكمل حديثه ثم بدأ بالتحدث.

استماع النبي في مشاورات الشورى

وفيما يلي عرض لقصة توضح مدى حسن الاستماع لدى الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر الشورى:

• تألم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لعدم تحلل المسلمين من الإحرام أثناء صلح الحديبية، إذ كانوا يتطلعون بشوق لزيارة مكة بعد أن رفض أهلها ذلك.
• هنا قدمت له أم سلمة نصيحة بتحلله أولًا.
• فاستمع النبي لهذا الاقتراح وبدأ بتنفيذه.
• شجعت هذه الخطوة صحابته على اتباعه، مما أثّر على طاعتهم له.
• هكذا، ترك النبي الكريم لنا قيمة الاستماع للفكر والمشورة.

دعوة النبي للمسلمين للاستماع

وجه الرسول دعوة للمسلمين بالاستماع لما يأمر به الله، حيث:

• حث النبي المسلمين على الانصات لكلام الله فهو الأحق بقلب وعقل المسلم.
• قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “إذا سمعت الله تعالى يقول: ‘يا أيها الذين آمنوا’، فاستمعوا له، فهو خير يؤمر به أو شر يُنهى عنه.”
• وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس استماعًا، إذ لم يكن يتحدث بقدر ما كان يستمع.
• لم يكن النبي يقاطع أحدًا أثناء حديثه، بل كان يترك الآخر ينهي كلامه ثم يبدأ هو بالحديث.
• أسس الرسول الكريم مبادئ الاستماع بين الزوجين، حيث كان يستمع لزوجاته في جميع جوانب الحياة حتى في الأمور الدينية، وناقشه عائشة رضي الله عنها كثيرًا.
• يمكننا القول إن النبي محمد كان يروج لثقافة الاستماع بين المسلمين.

استماع الرسول في شؤون الحياة اليومية

توجد العديد من القصص التي توضح انفتاح عقل النبي صلى الله عليه وسلم وسعة صدره، ومنها قصة النخيل:

• حيث أشار النبي المسلمون بكيفية زراعة النخيل، إلا أن ذلك لم يؤدِّ إلى النجاح.
• ثم جاء عدد من الخبراء الزراعيين وقدّموا آراؤهم حول كيفية زراعة النخيل بشكل أفضل.
• فأجابهم النبي بعد الانصات لهم: “أنتم أعلم بشؤون دنياكم.”
• تعتبر إجابة النبي مثالًا يُظهر حكمته وحرصه على ترك الأمور الدنيا لمن يملك المعرفة عنها.

أسس حسن الاستماع في الإسلام

استنادًا إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعماله، توجد مبادئ يتعين على المسلم اتباعها لتحسين استماعه للآخرين، ومنها:

• يجب أن يكون الاستماع تعبيرًا عن أخلاق المسلم، حيث إن المسلم الحقيقي هو من يصغي للآخرين دون مقاطعة.
• حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على التحلّي بالأدب أثناء الاستماع من خلال النظر إلى المتحدث وإظهار الابتسامة.
• لا حرج من طلب إعادة ما قيل إذا شعرت بالارتباك أو إذا لاحظ المتحدث ذلك، فهذا يعد جزءًا من الكياسة وحسن الخلق.
• نهى الرسول عن الحكم على المتحدث قبل انتهاء كلامه كاملًا.

آيات قرآنية تحث على حسن الاستماع

كان الرسول نبيًا مرسلًا من الله سبحانه وتعالى، ومن الآيات التي تدل على أهمية حسن الاستماع:

• قال الله تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا”.
• وقال سبحانه أيضًا: “وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا”.
• في قوله: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.
• وأخبر سبحانه عن عباده الصالحين الذين يستمعون للقوم ويتبعون أحسن ما فيه: “فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ”.

أسئلة شائعة حول حسن الاستماع لدى الرسول