أمثلة توضح مفهوم الرياء

أمثلة على الرياء

تعريف الرياء

يعد الرياء من المعاصي الخفية، وهو يُعتبر كبيرة من الكبائر. يمكن أن يقع المسلم في هذه المعصية دون أن يشعر. وبالعودة إلى جذوره في اللغة، يُشتق مصطلح الرياء من الجذر اللغوي “رأى” ومصدره “الرؤية”، حيث يُشير إلى السعي وراء السمعة. يعني الرياء أن يتعمد الشخص أن يراه الناس بصورة مغايرة لحقيقته، ويختلف عن السمعة في أن الرياء يعني السعي لرؤية الناس له على الصلاح، بينما السمعة تشير إلى القيام بالأفعال الصالحة بهدف سماع الناس عنها.

هناك عدة تعريفات للرياء في الاصطلاح، منها:

  • السعي وراء المظاهر الدنيوية وثناء الناس.
  • أداء العبادات بهدف إرضاء الآخرين.
  • الحصول على مدح الناس والثناء على عبادته.
  • القيام بالأعمال الصالحة بينما يتعارض قلبه مع ذلك.
  • الجهد في إظهار الصلاح لإرضاء الناس وانتظار مدحهم من خلال التظاهر بالعبادة لله سبحانه وتعالى.

أمثلة على الرياء من القرآن الكريم

ذكرت آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرات من الرياء. فيما يلي بعض الأمثلة:

الرياء في الصلاة

قال الله تعالى في محذرًا من الرياء في الصلاة: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).

الرياء في الإنفاق

أكد الله تعالى على خطر الرياء في الإنفاق، حيث شبّه المُرائي بالصخرة العارية من الماء، فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

المرائي وقرين الشيطان

لقد جعل المرائي من الشيطان قرينًا له في أعماله، كما قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً).

الرياء كعلامة من علامات النفاق

يعتبر الرياء من علامات النفاق. قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).

أمثلة على الرياء من السنة النبوية

  • قال صلى الله عليه وسلم: (مَن سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ به، ومَن يُرائِي يُرائِي اللَّهُ بهِ)، مما يعني أن من يسعى للسمعة والرياء ستكون فضيحته في الآخرة.
  • قال صلى الله عليه وسلم: (الشهوةُ الخفيةُ والرياءُ شركٌ).
  • يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشرك الأصغر هو من أخطر ما يحذر أمته منه. فقال: (إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصغَرُ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما الشِّركُ الأصغَرُ؟ قال: الرِّياءُ؛ إنَّ اللهَ يقولُ يومَ تُجازَى العِبادُ بأعمالِهم: اذْهَبوا إلى الذين كنتُم تُراؤون بأعمالِكُم في الدنيا، فانظُروا هل تَجِدون عِندَهم جَزاءً).

درجات الرياء

يمكن تقسيم الرياء إلى أربع درجات كما يلي:

  • الأعلى منها ويكون أن يعمل الشخص الصالحات فقط لإرضاء الناس.
  • السعي لإظهار العمل أكثر من الحرص على الأجر.
  • الحرص على الأجر بنفس القدر الذي يحرص فيه على مدح الناس، وهذا لا يخلو من الإثم والعقاب.
  • أن يكون مدح الناس سببًا في النشاط في العبادة، مما يقلل ثوابه بحسب ما يظهر للناس من طاعة، ويستحق الأجر على ما تبقى.

خطورة الرياء

  • يعد الرياء مدخلاً للشرك الأكبر عندما يتحول العمل إلى سعي لرضا الناس، مما قد يؤدي إلى نسيان أن الأعمال تُقدَّم لله وحده.
  • قد يستغرق المُرائي في مدح الناس، مما يجعله يغفل عن ذنوبه، ويعتقد أنه على الطريق الصحيح بينما هو في الحقيقة من العصاة.
  • لأن الرياء يُعدّ من الأمور الخفية التي لا يدركها إلا من اجتهد في إخلاصه.
  • تكمن خطورة الرياء في أنه قد يُفقد بركة الأعمال الصالحة، مما يؤدي إلى خسارة الأجر والثواب.
Published
Categorized as إسلاميات