استعرض العلماء مجموعة من الأمثلة التي توضح تفاوت الفتوى تبعًا لتغير الظروف والأحوال، ومن هذه النماذج نذكر:
حدد العلماء عدة أسباب تبرر تغير الفتوى، من أهمها تغير الزمان، إذ تتغير أحوال الناس واحتياجاتهم بين الأجيال. كما أن تغير المكان يلعب دورًا، حيث إن الأحكام والفتاوى التي تناسب المسلمين في بلادهم قد لا تصلح لهم في الدول الأخرى. إضافة إلى ذلك، فإن الفتوى تتغير تبعًا لاختلاف عادات الناس والظروف الخاصة بهم من وقت لآخر.
أوضح العلماء مجموعة من الضوابط التي تحكم تغير الفتوى، ومن أبرزها: اختلاف العادات والأعراف. ومن الأمثلة على ذلك زكاة الفطر، حيث أظهر علماء الأمة جواز إخراجها من غالب قوت البلد، فالأرز والذرة قد يكونان غالبين في بعض البلدان، في حين أن الشعير والزبيب يمكن أن يكونا الغالبين في بلدان أخرى. كما أن من الضوابط المهمة لتغير الفتوى هو وجود الأسباب، تحقق الشروط وعدم وجود الموانع. فعلى سبيل المثال، يكون الشخص ملزمًا بأداء الزكاة إذا بلغ نصابها وحال عليه الحول، ولكن إذا كان عليه دين يستوفي جميع ماله، فإنه يسقط عنه وجوب الزكاة لوجود المانع. وكذلك تُعَد الضرورة من الضوابط التي تبرر تغيّر الفتوى، حيث يجوز للمضطر تناول المحرمات، مثل أكل الميتة، بينما لا يباح ذلك لمن لديه خيارات أخرى. كما أن تغير الوصف أو الاسم يعد ضابطًا آخر؛ فالشراب الذي يسكر يكون خمراً محرمًا، لكن إذا تغير ليصبح خلاً، فإن حكم التحريم يسقط. وتشمل الضوابط أيضًا تداخل المأمورات أو المنهيات، بالإضافة إلى وجود العوائق وزوالها، كما فعل النبي الكريم عندما ترك قيام الليل حتى لا تفرض على الأمة. كذلك فإن تطور الوسائل والتقنيات يعد من الضوابط الملائمة لتغير الفتوى؛ فالجهاد والإعداد واجب شرعي لا يتبدل حكمه بتغير الزمان، إلا أن الوسائل تتطور، ففي الوقت الحالي يتم الاستعداد باستخدام الأسلحة والعتاد العسكري في حين كان في السابق يتم استخدام السيوف والخيل.
أحدث التعليقات