التشبيه هو أسلوب أدبي يُستخدم لتعزيز الفهم من خلال إظهار وجود تشابه في صفات معينة بين شيئين أو أكثر. يعتمد هذا الأسلوب على استخدام أدوات محددة للاقتراب بين المشبه والمشبه به. ومن أركان التشبيه المهمة؛ طرفا التشبيه (المشبه، والمشبه به)، ووجه الشبه الذي يُعبر عن الصفة المشتركة بين الطرفين، بالإضافة إلى أداة التشبيه. وقد قسّم البلاغيون التشبيه إلى أربعة أنواع تعتمد على وجود الأداة ووجه الشبه، وهي كالتالي:
هو النوع الذي يتم فيه ذكر أداة التشبيه ووجه الشبه، وأمثلة على ذلك في الشعر تتضمن:
قصور كالكواكبِ لامعاتٌ
::: يكدْنَ يُضِئْنَ للسَّاري الظلاما
كم وجوه مثل النهار ضياءً
::: لنفوسٍ كالليلِ في الإظلامِ
كالسيف في إخْذامِهِ والغَيْثِ في
::: إرْهامِهِ والليْثِ في إقدامه
سِرنا في ليل بهيم
::: كأنَّهُ البحرُ ظلامًا وإرهابا
يتميز هذا النوع بذكر أداة التشبيه تنها مع حذف وجه الشبه، ومن أمثلته في الشعر:
كأن الشمس المنيرة دينا
::: ر جلته حدائد الضرّاب
فكأنَّ لذَّة صوتهِ ودبيبها
::: سِنَةٌ تَمشَّى في مَفَاصِلِ نُعَّسِ
إنَّ السُّيُوفَ مع الَّذين قُلُوبُهُمْ
::: كقُلُوبِهنَّ إذا الْتقَى الجمعان
تلقى الحُسامَ على جراءةِ حَدِّهِ
::: مِثْلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جبانِ
إذا ما الرّعد زَمْجر خِلْتَ أُسْدًا
::: غِضابًا في السَّحاب لها زَئيرُ
يتمثل هذا النوع في حذف أداة التشبيه مع ذكر وجه الشبه، وأمثلة عليه هي:
أنت نجم في رفعة وضياء
::: تجتليك العيون شرقًا وغربًا
بنت بالفضلِ والعُلُوِّ فأصبحت
::: سماءً وأصبح الناسُ أرْضا
يُعرف هذا النوع بانعدام أداة التشبيه ووجه الشبه، ويُسمى بالتشبيه البليغ. ومن أمثلة عليه:
فَعَلَتْ بنا فِعْل السَّماء بِأرْضِهِ
::: خِلعُ الأمير وحقَّهُ لم نَقْضِهِ
ولا كُتُبَ إلا المشرفيَّةُ عِندهُ
::: ولا رُسُلٌ إلا الخميسُ العَرموم
إذا الدولةُ اسْتكفتْ به في مُلِمَّةٍ
::: كفاها فكان السَّيفَ والكفَّ والقلبا
إنَّ هذا الشِّعرَ في الشِّعر ملَكْ
::: سارَ فهو الشَّمسُ والدُّنيا فَلَك
وأمضى سِلاح قلَّدَ المرءُ نفسَهُ
::: رجاءُ أبِي المِسْكِ الكريم وقَصْدُهُ
بِرَكٌ تَحَلَّتْ بالكواكب أرْضُها
::: فارتدَّ وجهُ الأرضِ وهو سماءُ
ولو لم يستهلَّ لها غَمامٌ
::: برَيِّقهِ لكنتَ لها غَماما
ركبوا الدَّياجي والسُّروجُ أهِلَّةٌ
::: وهمُ بُدور والأسِنَّةُ أنجمُ
سُلَّ سيف الفجر مِن غِمدِ الدُّجى
::: وتعرَّى اللَّيل مِن ثوب الغَلَسْ
أين أزمَعْتَ أيُّهذا الهُمامُ
::: نحن نَبْتُ الرُّبا وأنتَ الغمام
النَّشرُ مِسْكٌ والوجوه دَنا
::: نِيرٌ وأطرافُ الأكفِّ عَنَم
فيما يلي بعض الأمثلة على التشبيه الضمني في الشعر العربي:
قد يشيب الفتى وليس عجيبًا
أن يُرى النَّورُ في القضيبِ الرَّطيبِ
من يهنْ يَسهل الهَوانُ عَلَيهِ
ما لجرح بميِّتٍ إيلام
وأصبح شعري منهما في مكانه
وفي عُنقِ الحسناء يستحسنُ العِقْد
كرمٌ تبيَّن في كلامك ماثلًا
ويبينُ عِتقُ الخيل من أصواتها
ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم
وللسيف حدٌّ حين يسطو ورونق
ومن الخير بطء سَيْبِكَ عنِّي
أسرع السُّحب في المسير الجَهام
وما أنا منهم بالعيش فيهم
ولكن معدن الذهب الرغام
ليس الحجاب بمقص عنك لي أملًا
إن السماء ترجى حين تحتجب
لا تُنكري عَطَلَ الكَريم مِن الغِنى
فالسَّيلُ حَرْبٌ للمكانِ العالي
فيما يلي بعض الأمثلة على تشبيه التمثيل في الشعر العربي:
قد انقضت دَولة الصيام
وقد بشَّرَ سُقْمُ الهِلال بالعيدِ
يتلو الثريَّا كفاغرٍ شَرِهٍ
يفتحُ فاه لأكل عنقودِ
وتراه في ظُلَم الوغى فتخالُهُ
قمرًا يكُرُّ على الرجال بكوكب
كأن سماءنا لما تجلَّت
::: خلال نجومها عند الصباح
رياض بِنَفسجٍ خضل نداه
تفتَّحَ بينهُ نور الأقاحي
يطأ الثرى مترفِّقًا من تِيههِ
فكأنه آسٍ يَجُسُّ عليلا
كأنها في نهارها قمرٌ
حفَّ به من جنانها ظُلَمُ
كأن الدموع على خدِّها
بقيَّة ظلٍّ على جُلَّنار
إليكم بعض الأمثلة على التشبيه المقلوب في الشعر العربي:
والصبح في طُرَّة ليل مُسفر
::: كأنه غُرَّة مُهر أشقر
في حمرة الورد شيء من تَلهُّبها
::: وللقضيب نصيب من تثنِّيها
كأنها حين لجت في تدفقها
::: يد الخليفة لمَّا سال واديها
وبدا الصباح كأن غُرَّته
::: وجه الخليفة حين يمتدحُ
أحِنُّ لهم ودونهم فلاةٌ
::: كأن فسيحها صدر الحليم
أحدث التعليقات