قبل ظهور الإسلام، كان غالبية العرب يعبدون الأصنام، لكن كان هناك فئة قليلة منهم ممن لم يعبدوا الأصنام، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بين هذه الفئة، حيث كان يكره تلك الأفعال. ولذا كان يذهب إلى غار حراء للتأمل في هذا الكون العظيم وخالقه.
يعد غار حراء هو المكان الذي اعتاد النبي -صلى الله عليه وسلم- زيارته في شهر رمضان من كل عام، حيث كان يأخذ معه كميات كافية من الطعام والماء لتلبية احتياجاته لعدة أيام. والغار في اللغة يعني بيتًا منحوتًا في الجبل، وإذا كان واسعاً فإنه يسمى كهفًا.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقضي الوقت في الغار بمفرده دون مرافق، ويقع غار حراء شمال شرق المسجد الحرام على جبل حراء، الذي يرتفع نحو 634 مترًا، ويبتعد حوالي 4.8 كيلو مترات عن مكة.
لم تكن هناك طقوس محددة كان يقوم بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء، بل كان يتأمل في عظمة الخالق وعظمة خلقه، ويتساءل عن سبب وجودنا، ومصير البشرية بعد الموت. كان النبي عليه السلام يبحث عن إجابات على الأسئلة الوجودية التي لن تجد جوابًا عند صنم أو شمس أو إنسان. كانت عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء آخر مراحل حياته قبل البعثة.
تروي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قائلة: “أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله.” حتى جاءه الوحي مع سيدنا جبريل -عليه السلام-، وكان أول ما نزل عليه قوله -تعالى-: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ”. بعد نزول الوحي، وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ضالته والإجابات التي كان يبحث عنها، كما ورد في قوله -تعالى-: “وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى”. لم يعد غار حراء المكان المخصص لتعبده بعد نزول الوحي.
بعد نزول الوحي، لم يعد النبي -صلى الله عليه وسلم- يذهب إلى غار حراء لتعبده، لأنه وجد خالقه، وبدأ جبريل -عليه السلام- يتنزل عليه ليعلمه أمور دين الله. ومن هنا، بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- مهمته في دعوة الناس للإسلام.
بعد بدء الدعوة إلى الله، مر النبي بمرحلتين: الدعوة السرية والدعوة الجهرية.
استهل النبي بدعوة أقرب الناس إليه إلى الإسلام، وبعد ذلك انتقل للدعوة الجهرية لكافة أفراد المجتمع. خلال فترة الدعوة الجهرية، لم يُسمح للمسلمين بعبادة الله علانية، بل كانت عبادتهم تقتصر على الاجتماع في دار الأرقم لتعليمهم ما نزل من القرآن.
مع بروز الإسلام بشكل علني، تعددت الأماكن التي تعبد فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنها:
بعد البعثة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يساعد في تعزيز العبادة كما أمره بالله:
ملخص المقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخلو بنفسه في غار حراء قبل نزول الوحي، وبعد أن نزل الوحي، توجه النبي لعبادة الله ودعا الناس إلى الإسلام.
أحدث التعليقات