أماكن زراعة البرتقال

البرتقال

يُعتبر البرتقال الشائع، المعروف أيضًا بالبرتقال الحلو (الاسم العلمي: Citrus sinensis)، نوعًا من الحمضيات الغنية بفيتامين C. تتميز ثمرة البرتقال بشكلها المستدير المغطى بقشرة جلدية ذات لون برتقالي، أو برتقالي مائل للأحمر أو الأصفر. أما الجزء الداخلي من القشرة فيُعرف بـ “البيدو” ويتسم بلونه الأبيض، في حين تُقسم الثمرة إلى فصوص مليئة بالعصارة. يُمكن أن يصل ارتفاع شجرة البرتقال إلى عشرة أمتار، وتتميز أوراقها اللامعة والدائمة الخضرة بشكلها البيضاوي، حيث يتراوح طولها بين 4-10 سم، وتُرتب الأوراق بالتبادل على جوانب الفروع. كما تتفتح أزهارها البيضاء ذات الرائحة العطرة.

أماكن زراعة البرتقال

يُعتقد أن الموطن الأصلي لأشجار البرتقال هو المناطق الاستوائية في قارة آسيا، حيث انتقلت من هناك إلى الهند والساحل الشرقي لأفريقيا، ثم إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. حاليًا، تُزرع أشجار البرتقال في مناطق مثل أمريكا الاستوائية وشبه الاستوائية، ودول شمال وشرق البحر الأبيض المتوسط، وأستراليا، وجنوب إفريقيا. تتميز هذه المناطق بمناخ استوائي أو شبه استوائي، حيث يسود فيها صيف دافئ إلى حار وشتاء معتدل الحرارة. تحتاج أشجار البرتقال إلى حرارة مناسبة لإنتاج ثمار ذات طعم حلو، إذ تتطلب درجة حرارة تتراوح بين 12.8-37.8 درجة مئوية في فترة النمو، بينما تستطيع الأشجار تحمل درجات حرارة شتوية تتراوح بين 1.7-10 درجات مئوية. كما يمكن أن تجتاز الأشجار الناضجة انخفاض درجات الحرارة حتى -3.9 درجة مئوية لفترات تصل إلى عشر ساعات، بينما تحتاج الأشجار المثمرة إلى درجات حرارة قريبة من -2.8 درجة مئوية لفترات ثلاثة إلى خمس ساعات، ولكنها تلحق بها أضرار إذا تعرضت لهذه الحرارة لفترات أطول.

تستطيع أشجار البرتقال النمو في التربة الرملية أو الطفالية، ولكن أفضل نوعية للتربة هي تلك ذات المزيج الجيد من التصريف. تُزرع أشجار البرتقال عن طريق نثر البذور في تربة خصبة داخل ظلة خشبية، حيث تُترك لتنمو الشتلة. بعد مرور 12 شهرًا، تُنقل الشتلات إلى المشتل وتحتاج من عام إلى عام ونصف لتنمية البراعم، ويمكن بعدها نقلها إلى البستان عندما يبلغ عمر البرعم القمي سنة إلى سنتين.

أنواع البرتقال

يوجد العديد من أنواع البرتقال، ومن أبرزها:

  • البرتقال الفارسي (الإنجليزية: Persian orange): يعد من أكثر الأنواع شيوعًا ويُزرع بكثرة في جنوب أوروبا، وعادةً ما تحتوي ثمرته على عشرة فصوص، وتختلف ألوانه وأحجامه باختلاف ظروف المنطقة التي يزرع بها.
  • برتقال أبو سُرّة (الإنجليزية: Navel orange): ناتج عن طفرة تؤدي إلى تكون ثمرة أصغر حجماً عند قمة البرتقالة، وسمي بهذا الاسم بسبب نتوء يشبه السرة، ويُعتبر هذا النوع خاليًا من البذور مما يجعل تكاثره يعتمد على العقل والتطعيم.
  • برتقال فالنسيا (الإنجليزية: Valencia orange): يُستخدم بشكل رئيسي لإنتاج العصير، ويتمتع بشعبية كبيرة، خاصة وأنه يُحصد بعد انتهاء موسم برتقال أبو سُرّة.
  • برتقال دم الزغلول (الإنجليزية: Blood orange): يُعرف بنكهته المميزة، حيث يحتوي على خطوط حمراء في الثمرة، ويُستخدم في تصنيع المرملاد الإشبيلي.

استخدامات البرتقال

يمكن إنتاج العديد من المنتجات من البرتقال، منها:

  • عصير البرتقال: تُعتبر البرازيل أكبر منتج لعصير البرتقال عالميًا، تليها الولايات المتحدة الأمريكية.
  • زيت البرتقال: يُنتج زيت البرتقال كمنتج ثانوي عند عصر القشور للحصول على العصير، ويُستخدم كمنكه للطعام وفي صناعة العطور، وكذلك في العلاج بالعطور.
  • زهر البرتقال: يُعتقد أن زهر البرتقال يجلب الحظ، مما يجعله خيارًا شائعًا في باقات وأكاليل الزفاف، ويتم استخراج ماء زهر البرتقال منه.
  • شاي البرتقال: يُصنع من الأزهار المجففة للبرتقال.
  • عسل زهر البرتقال: هو العسل الذي ينتجه النحل الذي يتواجد في بساتين البرتقال خلال موسم الإزهار.
  • قشور البرتقال: تستخدم كطاردة للبزاق في الزراعة.

الفوائد الصحية للبرتقال

تتضمن الفوائد الصحية للبرتقال:

  • صحة القلب: يساهم الاستهلاك المنتظم للبرتقال في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، من خلال تقليل ضغط الدم ومستوى الكوليسترول.
  • صحة الكلى: تحتوي حبة البرتقال على حمض الستريك والسيتريت، مما يساعد في منع تكوّن حصى الكلى.
  • الوقاية من فقر الدم: يُعتبر البرتقال مصدرًا غنيًا بفيتامين C، الذي يُساعد في زيادة امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي، وبالتالي يُسهم في الوقاية من فقر الدم.

القيمة الغذائية لثمار البرتقال

تتميز ثمار البرتقال بقيمتها الغذائية العالية، حيث تحتوي على:

  • الكربوهيدرات: تحتوي 100 غرام من البرتقال على 0.9 غرام من الكربوهيدرات، معظمها من السكريات البسيطة مثل الجلوكوز، الفركتوز، والسوكروز. وعلى الرغم من محتوى الكربوهيدرات المرتفع، إلا أن المؤشر الجلايسيمي للبرتقال منخفض، ما يجعله خيارًا مناسبًا لعدم ارتفاع مستوى السكر في الدم بفضل احتوائه على البوليفينولات والألياف.
  • الألياف: يُعتبر البرتقال مصدرًا ممتازًا للألياف مثل البكتين والسليلوز، حيث تُسهم في زيادة كفاءة الجهاز الهضمي وتقليل مستوى الكوليسترول، كما تُساعد في فقدان الوزن.
  • الفيتامينات: يُعد البرتقال مصدرًا غنيًا بفيتامين C، حيث تُغطي ثمرة كبيرة الحجم احتياجات الجسم منه، كما يحتوي على فيتامين B1 (الثيامين) وحمض الفوليك (B9).
  • المعادن: يحتوي البرتقال على البوتاسيوم المفيد لصحة القلب والأوعية الدموية، ويُساعد في خفض ضغط الدم خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
  • مضادات الأكسدة: يحتوي البرتقال على مضادات أكسدة متعددة مثل:
    • المركبات الفينولية: تشمل الفلافونيدات مثل الهسبيريدين والأنثوسيان.
    • الكاروتينات: التي تعطي البرتقال لونه البرتقالي، مثل البيتا-كريبتوكسانثين الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين A والليكوبين.
Published
Categorized as معلومات عامة