أماكن حدوث الزلازل

أماكن حدوث الزلازل

تستمر الزلازل في الوقوع في جميع أنحاء العالم، لا سيما في المناطق المجاورة لحدود الصفائح التكتونية والصدوع. تتضمن الصخور المكونة للقشرة الأرضية مجموعة من التشققات والكسور، والتي تُعرف بالصُدُع (بالإنجليزية: Faults). تتشكل بعض هذه الصدوع نتيجة انزلاق الصخور فوق بعضها البعض، ولكن هذه العملية ليست سهلة، حيث إن الصخور الأرضية تتسم بالصلابة والخشونة، وتتعرض لضغوط هائلة من جميع الاتجاهات. نتيجة لذلك، قد تبقى الصخور متلاصقة على جانبي الصدع لفترات طويلة دون أن تتحرك، مما يؤدي إلى تراكم الضغط. في النهاية، ينزلق الصخور فجأة عن بعضها البعض، مما يحرر الضغط المتزايد ويؤدي إلى إصدار موجات صدمية (بالإنجليزية: Shockwaves) تمر عبر الصخور المحيطة. ويطلق على الاهتزاز الناتج عن هذه الحركة اسم الزلازل (بالإنجليزية: Earthquakes).

على حدود الصفائح

تحدث معظم الزلازل على حدود الصفائح، الناجمة عن تصادم أو انزلاق الصفائح. تتشكل القشرة الأرضية من نوعين من الصفائح: الصفائح المحيطية (بالإنجليزية: Oceanic Plates) التي تقع تحت المحيطات، والصفائح القارية (بالإنجليزية: Continental Plates) التي ترقد تحت القارات. عندما تتحرك الصفائح بسبب نشاط طبقة الستار (بالإنجليزية: Mantle) أسفل القشرة الأرضية، فإن ذلك يؤدي إما إلى تصادم الصفائح، أو ابتعادها عن بعضها، أو انزلاقها جانبياً. تجدر الإشارة إلى أن الصفائح تتحرك بسرعة بطيئة، تعادل تقريباً سرعة نمو أظافر الإنسان.

على طول الصدوع

تحدث الزلازل نتيجة الانزلاق المفاجئ للصخور على طول الصدوع، والتي تتشكل بسبب تفتت الصخور الهشة، مما يؤدي إلى إزاحة على أحد جوانب الكسر. يُلاحظ أن مقدار الإزاحة الناجمة عن الانزلاق الواحد نادراً ما يتجاوز 10-20 متراً في الزلازل الكبيرة، لكن الإزاحة تظهر بشكل أوضح عند حدوث عدة زلازل في نفس المنطقة، حيث قد تصل الإزاحة إلى عدة مئات من الكيلومترات. يمكن أن تحدث الصدوع على حدود الصفائح أو في داخل الصفائح (بالإنجليزية: Intraplate Fault Zone).

يمكن تقسيم الصدوع إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:

الصدوع العادية

تعتبر الصدوع العادية (بالإنجليزية: Normal Fault) النوع الأكثر شيوعاً من الصدوع، وتتشكل عندما تنزلق الصخور الموجودة في الجزء العلوي من مستوى الكسر المائل إلى الأسفل على طول الجهة المعاكسة للكسر. تتميز هذه الصدوع بوجود جدار معلق (بالإنجليزية: Hanging Wall) يتحرك للأسفل بالنسبة للجدار السفلي أو الجدار القدم (بالإنجليزية: Footwall) الذي يتحرك إلى الأعلى. تحدث هذه الصدوع عادة في المناطق التي تتباعد فيها الصفائح ببطء، أو حيث يتم تشكيل قشرة جديدة في الصفائح المحيطية. مثل هذه الصدوع يمكن أن تؤدي إلى تكوين وديان عميقة وطويلة، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك منطقة الحوض والسلسلة (بالإنجليزية: Basin and Range Province) في أمريكا الشمالية، ومنطقة صدوع شرق إفريقيا (بالإنجليزية: East African Rift Zone).

الصدوع العكسية

تعرف الصدوع العكسية (بالإنجليزية: Reverse Fault) بصدوع الدسر (بالإنجليزية: Thrust Fault)، حيث تنزلق كتلة من الصخور فوق أخرى. توجد هذه الصدوع بشكل واسع في مناطق التصادم (بالإنجليزية: Collision Zones) حيث تتصادم الصفائح، مما يؤدي إلى دفع الصفائح التكتونية نحو الأعلى وتكوين سلاسل جبلية مثل سلسلة جبال الهيمالايا وسلسلة جبال الروكي.

الصدوع الانزلاقية

تشير الصدوع الانزلاقية أو المضربية (بالإنجليزية: Strike-Slip Fault) إلى عملية انزلاق الصخور فوق بعضها بشكل أفقي، مع وجود حركة رأسية قليلة أو شبه معدومة. تجدر الإشارة إلى أن الصدوع الانزلاقية عادة ما تحدث بشكل عمودي على مستوى سطح الأرض، بخلاف الصدوع العادية والعكسية التي تميل بزاوية. من الممكن أيضاً أن تتواجد أنواع مختلفة من الصدوع أثناء حدوث زلزال واحد، إذ يمكن أن يكون هناك حركة أفقية وانزلاق في نفس الوقت. ومن أمثلة الصدوع الانزلاقية صدوع سان أندرياس وصدوع الأناضول.

Published
Categorized as معلومات عامة