غاز الهيليوم يُعتبر ثاني أخف الغازات وثانيها في الوفرة. بل تشير بعض الدراسات إلى أن الهيليوم يشكل حوالي 24% من كتلة الكون. تلعب هذه النسبة الكبيرة دوراً مهماً في عمليات الانشطار النووي التي تؤدي إلى إنتاج غاز الهيدروجين. ومن الجدير بالذكر أن شدة تواجد الهيدروجين في الكون لا تعكس وجوده بكثرة على سطح الأرض، حيث يُعتبر أحد مكونات الغلاف الجوي بنسبة ضئيلة جداً تصل إلى 0.00052%. ويأتي معظم الهيليوم المتواجد على الأرض من باطنها عبر مصادر غير عضوية أو مصائد الغاز تحت الأرض، مما يجعله من العناصر النادرة في بيئتنا.
تتأتى معظم إمدادات غاز الهيليوم من عملية الاضمحلال الإشعاعي، التي تمثل العملية المعاكسة للانشطار النووي. وبالتالي، يُعتبر تحليل اليورانيوم من المصادر الأساسية للحصول على الهيليوم. تُعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة منتجة له، حيث تسهم بنحو 78% من إجمالي الإنتاج العالمي، بينما يكون باقي الإنتاج متواجداً في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وروسيا.
يستعمل الهيليوم في عمليات التبريد لجهاز التسارع للجسيمات، حيث يتم التحكم في الجسيمات في سرعات عالية، وكذلك في بعض الأجهزة الطبية التي تستخدم تقنيات التصوير حساسة مثل جهاز الرنين المغناطيسي. ولأن الهيليوم يمتاز بكثافته المنخفضة، يُستخدم في نفخ البالونات والزينة والمناطيد. كما يُعتبر مادة أساسية في تصنيع الألياف الضوئية وشبه الموصلات الكهربائية، ويُستخدم أيضاً لفحص تسريبات أنظمة التكييف في السيارات. نظراً لسرعته في الانتشار، يُستفاد منه في تفعيل الوسائد الهوائية في السيارات قبيل حدوث الاصطدام لتوفير حماية أكبر للسائق.
لا يُعتَبَر غاز الهيليوم ساماً، حيث ينتمي إلى مجموعة الغازات الخاملة غير التفاعلية. ومع ذلك، قد يُشكل خطر الاختناق إذا تم استنشاقه بشكل يسبب استبدال الأكسجين في الرئتين، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم وقد يسبب الاختناق في حالات معينة.
أحدث التعليقات