تتعدد الكتب والمصنفات التي تناولت دراسة علم التلاوة والتجويد، ومن أبرزها:
يُعرّف التجويد في اللغة بأنه التحسين والإتقان، إذ يُقال جوّدت الشيء تجويدًا، بمعنى حسّنته وأتقنته. في علم التجويد، يعرف بأنه العلم الذي يدرس الكلمات القرآنية مع التركيز على إعطاء الحروف حقوقها من الصفات الضرورية والتطبيقات اللازمة لها، مثل الاستعلاء والاستفال، إلى جانب الأحكام الناتجة عن تلك الصفات، مثل التفخيم والترقيق، والإدغام والإظهار. وقد صنف ابن الجزري التعريف كالتالي: “إعطاء الحروف حقوقها، وترتيب مراتبها، وإرجاع الحرف إلى مخرجه وأصله.” كما يضيف أن إشباع اللفظ وتلطيف النطق يجب أن يكون دون إسراف أو تعسف.
يتوافق أهل العلم على أن تعلم التجويد على وجه العموم فرض كفاية، وليس فرض عين، مما يعني أنه ليس واجبًا على كل مسلم تعلمه، إذ يكفي أن يقوم بعض العلماء بهذا الواجب ليجعل الآخرين في حل. يقول الله تعالى: {وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم}. يندرج علم التجويد ضمن تفقه الدين، وعندما يتعلمه ويقوم بتعليمه مجموعة من المسلمين، يُعفى بقية المسلمين من هذه المسؤولية.
ومع ذلك، فإنه يلزم كل مسلم ومسلمة تعلم بعض أحكام التجويد لحماية اللسان من الأخطاء التي تُفسد المعنى، مثل التعرف على ميزات الحروف وطريقة النطق الصحيحة. أما الصفات التحسينية المتعلقة بمخارج الحروف وأحكامها، والتي لا تؤدي الجهل بها إلى إفساد المعنى، تُعتبر تعلمها مندوباً مستحباً وليس واجباً.
أحدث التعليقات