تاريخ تأليف الكتب في مجال البلاغة لم يكن مستقلاً منذ البداية، بل كان يتم تضمينه في كتب اللغة والأدب والنقد، ثم تطور ليصبح هناك مؤلفات بلاغية مستقلة. فيما يلي عرض لأبرز الكتب البلاغية العربية القديمة مرتبة وفق تطورها التاريخي من القرن الثاني حتى القرن السابع الهجري، مع اتباع التصنيف التالي:
احتوت الكتب اللغوية والأدبية القديمة على مجموعة من الأبواب والمباحث التي تناولت البلاغة، كما كانت تُستخدم هذه الإشارات أحياناً كنقد للنصوص. ومن بين هذه الكتب:
يعتبر هذا الكتاب مرجعاً لغوياً، وقد تطرق في بعض أبوابه إلى إشارات بلاغية، مثل باب: (الاستقامة في الكلام والإحالة).
يُعد هذا الكتاب موسوعة معرفية تناقش الفصاحة والبلاغة والبيان، حيث تناول العديد من فنون البلاغة بشكل موسع.
قدّم المبرد في هذا الكتاب آراءً شاملة حول البلاغة، مشيراً إلى عيوب الكلام، والمساواة، والإطناب، والتشبيه والكناية، بالإضافة إلى موضوعات بلاغية أخرى.
توزعت آراء النقاد في القرن الثالث إلى فئتين؛ فئة تؤمن بأن البلاغة تتجلى في شعر العصور القديمة، وأخرى ترى أنها متركزة حول معاني عميقة شبيهة بتلك الموجودة في الفلسفة والمنطق. وشهد هذا السياق ظهور عدة مؤلفات تتمحور حول النقد، وفيها موضوعات بلاغية، ومنها:
يُعتبر هذا الكتاب أول مجموعة مستقلة لفنون البلاغة، حيث دافع فيه الكاتب عن المدرسة العربية التقليدية في الشعر، وانتقد تجديد أساليب الشعر.
تبع ذلك العديد من المؤلفات التي تناولت مقاييس نقد الشعر والموازنة بين مختلف الشعراء، كما ناقشت الموضوعات البلاغية المتعلقة بالصور الفنية، وأساليب الأداء، وفاعلية التعبير، وأساليب التنوع، ومنها:
بلغت البلاغة أوج ازدهارها في القرن الخامس الهجري، وكانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بموضوع إعجاز القرآن الكريم وما يحمله من أسرار. وتمخض عن ذلك العديد من المؤلفات التي تبحث في جوهر البلاغة ومقاييسها وما يتصل بإعجاز القرآن، ومن أبرزها:
في هذا الكتاب، يبرز الجرجاني فضل علم البيان على سائر علوم البلاغة، ويطرح نظرية جديدة غيرت من مجرى البحث البلاغي، ألا وهي نظرية النظم.
قدّم الجرجاني في هذا الكتاب تأصيلاً علمياً للبلاغة، تناول فيه جوانب هامة مثل: الاستعارة، والتشبيه، والعلاقة بين اللفظ والمعنى، مع الاستشهاد بكثرة بالقرآن الكريم، والحديث الشريف، وكلام العرب.
قام السكاكي في هذا الكتاب بتقسيم علوم البلاغة إلى المعاني، والبديع، والبيان، واهتم بتحديد التعريفات والحدود والقواعد، مما أضفى عليه طابعاً علمياً متميزاً.
في هذا المؤلف، حاول القرطاجني تطوير نظرية النظم التي وضعها الجرجاني، موضحًا أن البلاغة لا تقتصر على دراسة حدود الجملة، بل تشمل التراكيب وما يمكن أن يعتبر في حكمها.
وبهذا، يتضح أن كتب البلاغة العربية تعدّ غزيرة، وقد قُدِّم في هذا المقال عرضاً لأبرز عناوينها، دون أن يعني ذلك تجاهل بعض المؤلفات البلاغية الأخرى. لكن كثرة الشروحات والملخصات حول هذه الكتب توضح شهرتها ومكانتها وتأثيرها العلمي الكبير.
أحدث التعليقات