يتعرض الكثير منا خلال دراسته للأدب العربي أو خلال قراءته للأشعار القديمة إلى أبيات شعرية قد تكون معقدة، مما يضطر القارئ في الكثير من الأحيان إلى البحث عن شروح لفهم معانيها. فيما يلي مجموعة من الأبيات الشعرية التي تُعتبر من الأصعب:
من بين أصعب الأبيات الشعرية في العصر الجاهلي، نجد:
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم
:::فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ
فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِرٌ
:::وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى
:::وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ
:::سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَلِي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ
:::وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ
:::لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ
وَكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّي
:::إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ
دَيمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ
طَبَّقَ الأَرضَ تُجَرّى وَتُدِر
تُخرِجُ الوِدَّ إِذا ما أَشجَذَت
وَتُواريهِ إِذا ما تَشتَكِر
وَتَرى الضَبَّ خَفيفًا ماهِر
ثانِياً بُرثُنُهُ ما يَنعَفِر
صرمَت ظليمةُ خُلّتي ومراسلي
وتباعدَت ضنّاً بزاد الراحلِ
جهلًا وما تدري ظليمة أَنّتي
قد أستقلُّ بصرم غير الواصِلِ
ذُلُلٌ ركابي حيثُ شئتُ مُشَيّعي
أنّي أروعُ قطا المكانِ الغافلِ
أَظليمَ ما يُدريكِ رُبّة خُلّةٍ
حسنٌ ترغَّمُها كَظَبي الحائلِ
وفيما يتعلق بالأبيات الشعرية الصعبة في عصر صدر الإسلام والأموي:
لَعَمرُكَ ما تَجزي مُفَدّاةُ شُقَّتي
وَإِخطارُ نَفسي الكاشِحينَ وَمالِيا
وَسَيري إِذا ما الطِرمِساءُ تَطَخطَخَت
عَلى الرَكبِ حَتّى يَحسَبوا القُفَّ وادِيا
وَقيلي لِأَصحابي أَلَمّا تَبَيَّنوا
هَوى النَفسِ قَد يَبدو لَكُم مِن أَمامِيا
وَمُنتَجِعٍ دارَ العَدُوِّ كَأَنَّهُ
نَشاصُ الثُرَيّا يَستَظِلُّ العَوالِيا
كَثيرِ وَغى الأَصواتِ تَسمَعُ وَسطَهُ
وَئيداً إِذا جَنَّ الظَلامُ وَحادِيا
وَإِن حانَ مِنهُ مَنزِلُ اللَيلِ خِلتَهُ
حِراجًا تَرى ما بَينَهُ مَتَدانِيا
وَإِن شَذَّ مِنهُ الأَلفُ لَم يُفتَقَد لَهُ
وَلَو سارَ في دارِ العَدُوِّ لَيالِيا
نَزَلنا لَهُ إِنّا إِذا مِثلُهُ اِنتَهى
إِلَينا قَرَيناهُ الوَشيجَ المَوائِيا
أَما وَالَّذي أَرسى ثَبيرًا مَكانَهُ
عَلَيهِ السَحابُ فَوقَهُ يَتَنَصَّبُ
وَما سَلَكَ الموماةَ مِن كُلِّ حَسرَةٍ
طَليحٍ كَجَفنِ السَيفِ تَهوي فَتُركَبُ
لَقَد عِشتُ مِن لَيلى زَمانًا أُحِبُّها
أَخا المَوتَ إِذ بَعضُ المُحِبّينَ يَكذُبُ
أَلا بانَ بِالرَهنِ الغَداةَ الحَبائِبُ
فَأَنتَ تَكُفُّ الدَمعَ وَالدَمعُ غالِبُ
وَأَضحى بَناتُ البُلعُمانِ كَأَنَّها
جَوارٍ عِجافٌ جَشَّبَتها الرَبائِبُ
يُطِفنَ بِمَنقوبِ الفَرائِصِ شارِفٍ
عَلى مَنكِبَيهِ مِن نِجادٍ خَبائِبُ
رَأَيتُ أَبا النَجّارِ حارَدَ إِبلَهُ
وَأَلهى كَثيراً أَعنُزٌ وَرَكائِبُ
في العصر العباسي، نجد كذلك بعض الأبيات الشعرية المعقدة:
عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل
غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل
وَهَذا دُعاءٌ لَو سَكَتُّ كُفِيتَهُ
لِأَنّي سَأَلتُ اللَهَ فيكَ وَقَد فَعَل
وقال أيضاً:
أَقِل أَنِل أُن صُنِ اِحمِل عَلِّ سَلِّ أَعِد
زِد هَشَّ بَشَّ هَبِ اِغفِر أَدنِ سُرَّ صِلِ
هل نارُ ليلى بدَتْ ليَلًا بذي سَلَمِ
أمْ بارقٌ لاح في الزوراء فالعَلَمِ
أرْواحَ نَعمانَ هَلاّ نَسمةٌ سَحَراً
وماءَ وَجرةَ هَلاَّ نهْلة بفَمِ
يا سائق الظعّنِ يَطوي البيدَ مُعتسِفًا
طَيَّ السّجلّ بذاتِ الشّيح من إضَم
عُجْ بالحِمى يا رَعاكَ اللهُ مُعْتَمِدًا
خميلةَ الضّالِ ذاتَ الرّندِ والخُزُم
وقِفْ بسلعٍ وسل بالجزع هل مُطِرَت
بالرّقْمَتَيْنِ أُثَيْلات بمُنْسَج
صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ
هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ
الماءُ وَالزَهرُ مَعًا
مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ
وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِي وَمَولى لِي
فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي
غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي
قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ
مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ
فَقالَ لا لا لا لا لا
وَقَد غَدا مُهَرولِ
وَالخُوذُ مالَت طَرَبًا
مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ
فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت
وَلي وَلي يا وَيلَ لِي
فَقُلتُ لا تُوَلوِلي
وَبَيِّني اللُؤلُؤَ لَي
قالَت لَهُ حينَ كَذا
اِنهَض وَجد بِالنقَلِ
وَفِتيةٍ سَقَونَنِي
قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَمَمتُها بِأَنَفي
أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ
فِي وَسطِ بُستانٍ حُلِي
بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي
وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي
وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي
طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب
طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي
وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي
وَالرَقصُ قَد طابَ لِي
شَوى شَوى وَشاهشُ
عَلى حِمارِ أَهزَلِ
يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ
كَمَشيَةِ العَرَنجلِ
وَالناسِ تَرجم جَمَلِي
فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ
وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع
خَلفي وَمِن حُوَيلَلي
لَكِن مَشَيتُ هارِبًا
مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي
إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ
مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ
يَأْمُرُلِي بِخَلْعَةٍ
حَمراء كَالدَم دَمَلي
أَجُرُّ فيها ماشِيًا
مُبَغدِدًا لِلذِيِّلِ
أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي
مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ
نَظِمتُ قِطعاً زُخرِفَت
يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي
أَقولُ فَي مَطلَعِها
صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ
أحدث التعليقات