في رحلتي منّي إلى.
مسرعاً قبلت عينيَّ
وصافحت يديّ
قلت لي: عذرًا.. فليس لدي الوقت.
أنا مضطر لترك نفسي،
بالله..
سلم لي على!
أحمد مطر، شاعر عراقي، وُلد في قرية التنومة في محافظة البصرة عام 1954م، حيث عاش طفولته. بدأ الكتابة في سن الرابعة عشرة وعمل ككاتب ثقافي في جريدة القبس، وكذلك أستاذًا في مدرسة خاصة، قبل أن ينتقل إلى لندن عام 1986م، حيث عاش مع إخوته. وكتب العديد من الدواوين، منها: أحاديث الأبواب، شعر الرقباء، وولاة الأرض.
شِعرك هذا شعرٌ أعمى
لا يرى إلا ما يُحذر
فَهنا مَنْفى وهنا سجن
وهنا قبر وهنا مَنْحر
وهنا قيد وهنا حبل
وهنا لغم وهنا عسكر
ما هذا؟
هل خلت الدنيا
إلا من كَرٍّ يتكرر؟
خذ نفسًا
اسأل عن ليلى
رد على دقة مسكين
يسكن في جانبك الأيسر
حتى الحرب إذا ما تعبت
تضع المئزر
كقبل الفرسان قد عدلوا
في ما حملوا
فهنا ألم وهنا أمل
خذ مثلًا صديقنا عنتر
في يمناه يئن السيف
وفي يسراه يغني المزهر
ذاك قضيته لا تذكر
لون أسمَر وابنة عم
وأب قاسٍ
والحل يسير والعدة أيسر
سيف بتار
وحصان أبتر
أما مأساتي فتخيل
قدماي على الأرض
وقلبي يتقلب في يوم المحشر
مع هذا مثلك لا يُعذر
لم نطلب منك معَلَّقة
غازِل ليلاك بما استيسر
ضعها في حاشية الدفتر
كصِفْ عينيها
صِف شَفَتيها
قل فيها بيتًا واتركها
ماذا تخسر؟
هل قلبك قُدّ من المرمر؟
حسنًا حسنًا سأغازلها
عيناها كظلام المخفر
شفتيها كالشمع الأحمر
قامتها كعصا جلاّد
وضفيرتها مشنقة
والحاجب خنجر
ليلاي هواها استعمار
وفؤادي بلد مُستعمر
هتفت بي إنني مِتُّ انتظارًا
شفتيّ جفت
ورُوحِي ذبُلت
والجِسم غار
وبغابَاتي جراح لا تداوى
وبصحراي لهيب لا يُدارى
فمتى يا شاعري تطفئ صحراي احراقا؟
ومتى تداوي غاباتي انفجارًا؟
إنني أعددت قلبي لك مهدا
ومن الحب دثارا
وتأملت مرارًا
وتألمت مرارًا
فإذا نبضك إطلاق رصاص
وأغانيك عويل
وأحاسيسك قتلى
وأمانيك أسرى
وإذا أنت بقايا
من رماد وشظايا
تعصف الريح بها عصفًا
وتذرها نثارا
أنت لا تعرف ما الحب
وإنني عبثًا متُّ انتظارًا
رحمة الله على قلبك يا أنثى
ولا أُبدي اعتذارًا
أعرف الحب ولكن
لم أكن أملك في الأمر اختيارا
كان طوفان الأسى يهدُر في صدري
وكان الحب نارًا فتوارى
ومَلأتُ روحي منك حتى لم يعد
مني لرُوحي موضع ومكان
ما ذاب من فرط الهوى بك عاشق
مثلي ولا عرف الأسى إنسان
قالوا هجرتَ فقلت إنّا واحد
وكفى وصالًا ذلك الهجران
هو موطني وله فؤادي موطِنٌ
أتفرّ من أوطانها الأوطان؟
أحدث التعليقات