إن الصبر يُعتبر اختبارًا من الله لعباده، يتيح لهم فرصة غفران ذنوبهم من خلال الابتلاءات، مما يعكس شمولية الحكمة الإلهية. لذلك، يُعد الصبر بمثابة منحة تفوق النعم، وسنستعرض في هذا المقال بعض العبارات الملهمة حول الصبر والفرج.
كتبها الشاعر عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، شاعر سوري وعالم بالدين والأدب، رحال زار العديد من البلدان. استقر بالنهاية في دمشق حيث توفي.
لا بد للضيق في الدنيا من الفرج
فافتح كفوف الرجا والحق بألف رجي
واعلم بأنك مفتون وممتحن
بما لديك من الإيساع والحرج
والكل يذهب إن حزنا وإن فرحا
فكن إذا ضاق أمر غير منزعج
ولا تبت من كدور الدهر منقبضا
فإنما الدهر ميال إلى العوج
وأظهر البسط في كل الأمور وإن
ضاقت عليك فقل يا أزمة انفرجي
واشكر على كل حال أنت فيه فما
عن حكمة قد خلا أمر إليك يجي
واصبر وصابر لأحكام الإله ولا
تضجر وإياك في الدنيا من اللجج
وأطلق النفس من سجن الهموم يفز
غريق قلبك يا هذا من اللجج
فربما رفعة من خفضة ظهرت
وسافل قر في عال من الدرج
وظلمة الليل إن زادت فإن لها
نورا أعد من الأقمار والسرج
والضد للضد مجعول يزول به
وليس ماض مع الآتي بممتزج
يا حالة النقص ما عني الكمال نأى
ونفحة المسك في ضمن الدم اللزج
وكل شيء له وقت بكون به
فلا تكن في القضايا غير مبتهج
وحكم ربك فاصبر في الوجود له
فإن حجته تعلو على الحجج
وارفع وساوسك اللاتي تسوق إلى
إتعاب نفسك واترك سيرة الهمج
واذكر إلهك في سر وفي علن
تنجو غدا من لهيب النار والوهج
وبالصلاة تولع والسلام على
طه الرسول إلينا واضح النهج
والآل والصحب والأتباع أجمعهم
بالخير ما هب ريح طيب الأرج.
الشاعر عبد الغني النابلسي، شاعر سوري، تعدّد مساراته في العالم الإسلامي، فتنقل بين العديد من الدول قبل أن يستقر في دمشق حيث وافته المنية.
ما الشدة إلا للفرج
وستأتي أنواع الفرج
فاصبر فالله له حكم
فيما يقضيه على المهج
والكل يزول فلا تحزن
من شيء راح فسوف يجي
والدهر عجيب هالكه
وعجيب أيضًا منه نجي
وتصاريف الأيام على
أهل الدنيا إحدى الحجج
العلم للبلوى خلقوا
فمن البلوى لا تنزعج
فجوابهم قد كان بلى
في الأصل لمعنى ممتزج
والله له غضب ورضى
كالظلمة تظهر والبلج
فاصعد بمراقي الخير إلى
أعلى الغرفات من الدرج
وإذا وكلت إلهك في
أمر من أمرك فابتهج
وابشر فهو المقضي ولا
تضجر منه أو تختلج
والشيء له وقت فإذا
لم يأت فكن للوقت رجا
والعسر ليسر يعقبه
فاخرج عن ضيقك والحرج
وسألتك يا مولاي بمن
يمشون على أسنى النهج
من كل رسول جاء لنا
بالحق وبالدين البهج
وبكل نبي منك أتى
بطريق ليس بذي عوج
وبنوح يشكر من غرقت
بالدعوة منه ذوو الهرج
ونجت أصحاب سفينته
من كل فتى في الله شجي
وبإبراهيم خليلك من
نجاه الحق من الوهج
وبخلته وإمامته
لبنيه على مر الحجج
وبتسيمة من قبل لنا
بذوي الإسلام المنتهج
وكليمك موسى من أنجى
بك أمته يوم الخلج
والفرق له كالطود غدا
في لجة بحر مختلج
وبروحك عيسى من ظهرت
أنوار هداه على السرج
أبرى الأعمى والأبرص بل
أحيى كم ميت مندرج
وبطه أحمد من بهرت
آيات هداه المنبلج
وحمى دين الإسلام وقد
وافى بالنصرة في الرهج
وأبان بمدح الدين لنا
عن ملته والكفر هجي
وبأهل البيت بأجمعهم
أرباب السبق لدى الدلج
وبأصحاب المختار ومن
بالسر أناروا كل دجي
وأبي بكر الصديق بلا
شك في الدين ولا مرج
وبشيبته وسريرته
تلك المعمورة باللهج
وبمن فر الشيطان أسى
منه لطريق منتهج
عمر الفاروق ومن بسنا
علياه أبان عن الفلج
وبعثمان الزاكي الأخلاق
شهيد الدار المعتلج
وببحر العلم علي من
قد فاح كروض مفترج
صهر المختار وعمدته
في الشدة والهم اللزج
وبكل ولي فاح بنا
من سيرته زاكي الأرج
أن تفرج هم أحبتنا
وتقيهم معترك الهمج
وتزيل الغمة أجمعها
عن هذا القلب المنزعج
وادفع شر الأعداء ولا
تغرقنا منهم في اللجج
والطف يا رب اللطف بنا
وأنقذنا من هذا اللجج
وصلاة الله مع التسليم
على ذي السر المنذحج
طه المختار وشيعته
والصحب ذوي الحظ الفرج
وعلى العبد المنسوب بهم
لغني سامي المنعرج
ما لعلع حادي النوق وما
سار الركبتان على السرج.
أيها الصبر، ابقَ معي! إن كنت إنسانًا، فرافقني، وإذا كنت شمسًا، فلا تغب عني، وإن كنت قمراً، فأبقى دائمًا مضاءً في سمائي. ما أشقى من لا صبر له! لو لم يكن هناك ألم، لما وُجد الصبر، ولو لم يكن هناك صبر، لما وُجدت الفضيلة.
لا يعني الصبر مجرد تحمل الصعوبات سلبًا، بل يعني أن تكون بعيد النظر للثقة بالنتيجة النهائية التي ستنبثق عن أي تجربة. ماذا يعني الصبر؟ يعني أن تنظر إلى الشوكة لترى الوردة، أن تتأمل الليل لترى الفجر. ولكن نفاد الصبر يعني أن تكون قصير النظر ولا تستطيع رؤية النتيجة النهائية. إن عشاق الله لا ينفد صبرهم أبدًا، لأنهم يدركون أنه كما يحتاج الهلال إلى الوقت ليصبح بدرًا، فإن كل شيء يحتاج إلى صبر.
الرسالة الأولى:
في الصبر مشقة يعقبها فرح جميل،
فالحمد لله دائمًا وأبدًا.
الرسالة الثانية:
اللهم ارزقني الصبر عند نقص الصبر.
وارزقني الأمل عند عدم الطاقة.
الرسالة الثالثة:
اللهم ارزقنا الصبر في الطاعات،
والإخلاص في الدعوات،
وضاعف لنا الأجر والحسنات.
الرسالة الرابعة:
الصبر كنز من كنوز الجنة، يعطى لأوائل عبادك،
أسأل الله أن يرزقكم صبرًا جميلاً يزيل الألم،
وروحًا قوية تهزم الضعف،
وفرحًا يمحو الحزن.
أحدث التعليقات