تتناول هذه المقالة الحديث عن الشهيد عمر المختار، الذي سطر التاريخ تضحياته الجليلة في سبيل الحق والدفاع عن وطنه، تاركًا بصمة لا تُمحى حيث كان قائدًا ليبيًا عظيمًا نتمنى أن يُلهِم التاريخ أجيالًا قادمة.
نسب الشهيد عمر المختار:
- اسمه الكامل هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله، ويتصل نسبه بمناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (المعروف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير.
معلومات قد لا تعرفها عن عمر المختار:
- وُلِد عمر المختار عام 1862 في منطقة البطنان بشمال ليبيا، تحديدًا في الجبل الأخضر.
- تربّى في كنف والده الذي اتبع تعاليم الحركة السنوسية التي ركزت على مبادئ القرآن والسنة النبوية.
- توفي والده في سن مبكر من عمره أثناء رحلة حج، وتولى رفيق والده أحمد الغرياني الاعتناء به، بناءً على وصية والده.
- التحق بمدرسة القرآن الكريم في الزاوية، ومن ثم بالمعهد الجنوبي حيث درس مع أبناء القبائل الأخرى.
- تميز منذ صغره بالحزم والصبر والذكاء، مما جعله يحظى باحترام كبير من زملائه وأساتذته.
- انطلق في المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي في سن الخمسين، واستمر في نضاله لأكثر من عشرين عامًا.
- لقب بعدة ألقاب مثل “أسد الصحراء” و”شيخ الشهداء” و”شيخ المجاهدين” نتيجة لمواقفه الشجاعة.
- استشهد بعد أن تم إعدامه عن طريق الشنق على يد الإيطاليين عن عمر يناهز 73 عامًا.
كيفية القبض على عمر المختار:
- في أكتوبر عام 1930، دارت معركة قوية بين الإيطاليين والمجاهدين، عثر خلالها الإيطاليون على نظارات المختار وجواده، مما أكد لهم استمراره في النضال.
- وفي 11 سبتمبر، وقع اشتباك آخر كان يزور فيه عمر المختار ضريح الصحابي رويفع بن ثابت في مدينة البيضاء، حيث كشفته وحدة استطلاع إيطالية.
- أثناء المعركة في أحد الوديان قرب عين اللفو، أصيب حصان عمر المختار وسقط أرضاً، حيث حاول أحد المجاهدين من أبناء عائلته مساعدته، مما أدى إلى القبض عليه من قبل العدو.
سعى المجاهد عبد الجليل المنفي لإخبار عمر المختار بعدم الاستسلام، لكن الأعداء تعرفوا عليه ونجحوا في القبض عليه.
أقوال خالدة للشهيد عمر المختار:
- “إن الظلم يخلق أبطالاً من بين المظلومين، أما الجريمة فتجعل مرتكبها يرتعش رغم محاولاته للادعاء بالقوة.”
- “أؤمن بحق بلادي في الحرية، وهذا الإيمان أقوى من أي سلاح.”
- “التردد هو العقبة الأكبر في طريق النجاح.”
- “المحن التي لا تكسرك تعززك.”
- “من يقاتل من أجل وطنه لا يتوقف عن النضال حتى النهاية.”
- “عندما حكم القاضي بالإعدام عليّ، ضحكت بجرأة قائلاً: هذا حكم الله، لا حكمكم الزائف.”
- “إذا كسر المدفع سيفي، فلن تكسر الباطل حقي.”
- “ستأتي أجيال ستواصل القتال من بعدي، أما أنا فحياتي ستطول أكثر من حياة جلادي.”
- “أماه، لا تحزني، فإن الله حافظنا، فقد اخترنا طريقًا نعرفه.”
على… حفافية يا أماه مرقدنا، ومن جماجمنا ترسو زواياه.
هذا هو طريق الحق، فابتهجي بقلب ينتمي للرحمن.
ها أنا عاشق لموكب رسل الله، تحلق روحي في آفاق رؤاهم.
- “من يمكر للناس يُكافأ بالغدر.”
- “كن عزيزًا ولا تنحني، فقد لا تأتيك الفرصة لترفع رأسك مجددًا.”
تصريحات وزير الاستعمار البريطاني عن عمر المختار:
في كتابه، أشار وزير الاستعمار البريطاني إلى يوم 14 سبتمبر كموعد “المحكمة الخاصة” بعمر المختار، حيث كانت المحاكمة مرتقبة في 15 سبتمبر 1931.
جاء في كتاب “برقة المهدأة” أنه في صباح يوم المحاكمة، أراد وزير الاستعمار لقاء عمر المختار، فشاهد فيه شخصية تمثل آلاف المجاهدين الذين عرفهم خلال حروبه الصحراوية، رغم حالته الصحية.
- “عندما حضر أمام مكتبي، رأيته شخصية لا تُشبه أي شخص آخر، وكانت يديه مكبلتان بالسلاسل.”
- “رغم صعوبة حالته، أظهر هالة من الهيبة والجلالة تجعلني أرتعش أمامه، رغم أنني خضت حروبًا صحراوية.”
- “عندما حاول مصافحتي، لم يستطع بسبب القيود المفروضة على يديه.”
إجابات عمر المختار خلال محاكمته أمام الإيطاليين:
أثناء محاكمته، وجهت له عدة أسئلة، وإليك بعض ردوده:
- س: لماذا حاربت الحكومة الفاشستية بلا هوادة؟
ج: لأني مُلزم بمبادئ ديني.
- س: هل كنت تعتقد أنك ستتمكن من طردنا من برقة بمواردك المحدودة؟
ج: كان ذلك مستحيلًا.
- س: ما الذي كنت ترجوه من هذه الحرب؟
ج: طردكم من بلادي، لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فريضة علينا، والنصر بيد الله.
“نعم، حاربت ضد الإيطاليين، ولم أخطر على بالي فكرة الهروب, إذ كنت دائمًا في قلب المعارك.”
كلمات عمر المختار قبل إعدامه:
نحن لا نستسلم…
إما النصر أو الموت…
هذه ليست النهاية…
إنما على الأعداء أن يواجهوا الجيل القادم…
وما يتبعه من أجيال…
أما أنا…
فإن عمري سيطول أكثر من عمر جلادي.
أحدث التعليقات