ما لزماننا عيبٌ سوانا.
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا.
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا.
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا.
فَفي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ
وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا.
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا.
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً
فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا.
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
ويلقاهُ من بعدِ المودَّةِ بالجفا.
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا.
سلامٌ عَلَى الدُّنْيا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا.
مِنْ رَاحَةٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ.
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ.
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ.
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب.
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمةً
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ.
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَىً في أَمَاكِنِهِ
والعودُ في أرضه نوعً من الحطب.
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ.
تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ.
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ.
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ.
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ.
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ.
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ.
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ.
فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ.
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنم.
ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ.
كمْ منزلٍ في الأرضِ يألفه الفتى
وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ.
فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ.
رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ.
وما مِنْ شِدَّةٍ إلاَّ سَيَأْتي
لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ.
لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى
أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ.
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولى
بَدا لهمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ.
يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ.
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ.
إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي
ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ.
لئيمُ الفعلِ من قومٍ كرامٍ
لهُ مِنْ بينهمْ أبداً عُوَاءُ.
وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ.
وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً
وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ.
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ.
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ
يَنسَى الذي يُولى وَعَافٍ يَنْدَمُ.
لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ
وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ.
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى
حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ.
ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ.
فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ.
مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ.
وَعَنَاهُمْ مِن شأنِهِ مَا عَنَانَا.
وَتَوَلّوْا بِغُصّةٍ كُلّهُمْ مِنْـ
ـهُ وَإنْ سَرّ بَعْضَهُمْ أَحْيَانَا.
أحدث التعليقات