يئست من الحياة وكان يأسي
يريح النفس لو سكت الضمير
ولكني أسام عذاب فكري
وذلك في الحساب هو العسير
فقدت هناءتي وسكون بالي
وفارقني نعيمي والسرور
وصرت إلى هوان بعد عز
فيا حزني ويا بئس المصير
خفرت ذمام زوجي وهي أوفى
محصّنة بها تزهى الخدور
وخنت ولي نعمتنا فذنبي
إليه بقدر نعمته كبير
ولي كان بعد أبي كفيلي
عققت جميله ولي الثبور
غرر فما ارتويت فنال مني
أشد مناله ذاك الغرور
وحاق بي الشقاء فلست ألقى
سواه حيث أمكث أو أسير
ظهرت حياة في البلاد جديدة
ملأت جوانبها بلا إمهال
قد كان أول باعثيها مصطفى
وتلا فريد وهو نعم التالي
واستن أحمد ذلك السنن الذي
عانى مصاعبه بغير كلال
ليتم في سبل العلى ما أبدأ
ويموت وهو بقية الأبدال
تلك الحياة على حداثة عهدها
قويت بها نزعات الاستقلال
وعلت شكاية راسف في قيده
من ألف عد أعقبت بمطال
واستمعت بعد الشوادي في ربى
مصر وفي الوادي ليوث دحال
فإذا الديار وما الديار كعهدها
وإذا جديد الدهر غير الخالي
وإذا حجاب اليأس شق ودونه
أمل كحد المنصل المتلالي
وإذا الضعاف الوادعون تقحموا
مستصغرين عظائم الأهوال
لكن تصدى للزمان يعوقه
من خال نهضة مصر ضرب محال
قاس العتيد على العهيد لوهمه
أن الجمود بعيد الاستئصال
خطل قديم لم يدع في أمة
أن يرمي الآساد بالأشبال
من ذا يرد عن التقلب دهره
إن شاء وهو محول الأحوال
لا يوم كاليوم الذي فجعت به
مصر
وقد فجئت بسرعة غالي
لكأن زندا واريا في صبحه
وصل الجنوب دويه بشمال
ألقت على الرجل العظيم بناره
يد مقدم لحياته بذال
من عصبة للتفديات تطوعت
وفقدت عقيدتها بالاستبسال
ظنت حماة الحي قد غرتهم
أقسام حناثين فيه حلال
فرمت إلى إيقاظهم لكن رمت
بأشد قارعة من الزلزال
نظرت إلى رجل الحمى وقضت على
ذي العزة القعساء بالإعجال
فهوى به في كبرياء فخاره
حياة جزتها وفضا
فراعت وانقضت ومضا
وروح كالخلاصة من
عبير ختمها فضا
مضى مستنزل الإلهام
نثراً كان أو قرضاً
ومجني الحس ما أجنى
ومرضي النفس ما أرضى
بنى لفخاره صرحاُ
وقبل تمامه انقضا
على آثاره أرسلت
دمع العين مرفضا
وما أديته نقلاً
لقد أديته فرضاً
أرى أبويه في ثكل
فأحسب مضجعي قضا
وأكبر خطب ذاك الشيخ
في الركن الذي رضا
وتلك الأم أمست لا
تطيق من الأسى نهضا
قضاء الله هل يسطيع
مخلوق له نقضاً
فدى لبنان جالية
تقدس أرضه أرضاً
وتصفيه مودتها
على ما سر أو مضا
بموت أبر فتيتها
تبدل بسطها قبضا
وأخفت صوتها الأعلى
وأغمد نصلها الأمضى
فأين معز أمته
وموليها الهوى محضا
وأين الباذل الحوباء
أين الصائن العرضا
قليل أن رثيناه
وعزى بعضنا بعضاً
فهلا يا محبيه
وما قولي لكم حضا
رددتم غربة لفتى
به ذهب الردى غرضاً
كأني بالرفات إلى
مزار في الحمى أفضى
وعولي فوقه نصب
يُرِينَا الشَّاعِرَالْغضَّا
أحدث التعليقات