يجب على المسلم أن يعتاد على شكر الله في كل الأوقات، سواء في النعم البسيطة أو الكبيرة. فكل جانب من جوانب حياتنا يستوجب الشكر لله، لأنه سبحانه وتعالى هو الذي أكرمنا وهداينا وكفانا من غير حول منا أو قوة. لذلك، نقدم لكم مجموعة من أروع الأقوال حول شكر الله.
كتب هذه القصيدة الشاعر أبو مسلم البهلاني العماني، ويدعى ناصر بن سالم بن عديم. وقد اختلف المؤرخون حول تاريخ ميلاده، حيث قال البعض إنه وُلد عام 1273 هجريًا، بينما اعتبر آخرون عام 1276 هجريًا. وكان الشاعر أبو مسلم البهلاني معروفًا بعلمه الواسع وعمله في القضاء.
الشكر لله شكراً لا ينفد
شكراً يناسب ما يجري به القلم
أتت البلايا لتكون امتحاناً وتذكيراً
كأن كل بلاء هو نعمة تشير
وهذه الحياة مليئة بالمشاق
لكن بالصبر ينتهي كل كدر
ارضي بالمقادير سواء في حالة العافية أو الضيق
فالعاقل يثبت فقط بالرضا والثبات
أستغفر الله ولا أشكو العوز ولا
بل أرى الأمور كما هي حتى تُظهر الكرم
والنفس تميل في حال الضيق والقلق
وفي السرور تتجه للتمرد
فاحكم على النفس في كل حال، هل انصاعت
لله، فالعقل يحكم على تقلباتها
وقطرة النفس تقود البصيرة في كل حال
فأضبطي بصيرتك حيث تقتحم النفس
والألم يبلى، وفي نفسٍ من الأمل
أخطر من شعور الألم
أمراض الروح تهيمن على النفس
وفي الشدة تنموا وتتجلى
مصائب الدين هي الأكثر إيلاماً
لكن فيها أجر كبير يمكن أن نستثمره
احرص على الأجر في كل المواقف
ولا تشك في البلاء، لأن سبب الشك هو ألمه
فربما آلمتني علة وأعانتني على العافية
وربّ عافيه تكتنفها الآلام
تتوالى الصعوبات على عباد الله الطيبين
والصبر في البلايا هو دليل على الإيمان
ما الذي يجدي أن نتظاهر بغير ما اعتقدناه
فلا يعارضه عزم أو همخفاض
تأتي المصائب لمختارين ولخيراتهم
فأستودع الله نفسي حيث ما ودعتها
فليست ودائعه تُهضم
استحفظ الله نفسي في الشدة والرقة
فإن قلوبنا تعتصم بحفظ الله
واسأل الله حسن النية لي ولكم
في كل نازلة تأتي بها الدموع
يا من أنعمت علي بالشفاء، لقد
صار الهناء شفاء وأزيل الوجع
ومن منحني النعم من فضائلها
كأنما هي جواهر ملونة تجذب الأنظار
ومن سماته الرفاهية والإسعاد
بهاء ومن بهاء زهر مُزهر
عرفت فيك كمالاً يستحيل وصفه
ولو كثرت الألسنة لوصفك بالبلاغة
وكمالك ليس دعوى تُبديها
وإنما الدليل السيف والقلم
جسدت فيه مجد المشيخة فتظاهر
بغير ما يضيق بعد أن سبقتهم
وعقدت لك مميزات الفضل
لتشير إليك كأنت العَلَم المستنير
ومن لي بمعانيك الأسمى مديحاً
بدون بيان، لساني عنك متلعثم
كتب هذه القصيدة الشاعر لسان الدين الخطيب، والذي يُدعى محمد بن عبد الله بن سعيد. وُلِد في غرناطة الأندلسية، وقد عُرف بلقب أبي عبد الله. ألف الشاعر ما يقرب من ستين كتاباً، من بينها “الإحاطة في تاريخ غرناطة” و”الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام”.
الحمد لله موصولاً كما وجبت
فهو الذي ارتدى عزته
الباطن والظاهر، الحق الذي عجزت
العقول عن الوصول إلى معناه
يعلو عن الوصف، فلا شيء يرقى
وجلل عن سببٍ من أوجد السبب
والشكر لله في بدايةٍ ونهايةٍ
فهو أكرم من بعطى ومن وهب
ثم الصلاة على النور الواضح ومن
آياته لم تترك افتراءً أو كذباً
محمد خير من تُرجى شفاعته
غداً وكل امرءٍ يُجزى ما كسب
ذو المعجزات التي حظي بشهادتها
عجباً، وهذا ما شهدته العيون
وليس كمثل كتاب الله معجزة
تظل صامدة على مر الزمن
صلّى عليه الذي جلب النور
ما هبت النسائم من المناطق الجنوبية
ثم الرضا عن أبي بكر وعمر
بدرايين، بعده للمسلمين انتُخبا
وعثمان ذو النورين ثالثهم
مَن أحرز المجد ميراثاً ومكتسباً
وعن عليّ أبي السبطين رابعهم
سيقف النبي، الذي لم يتخلّ عن سيفه
وسائر الأهل والرفاق الكرام فقد
أشبهوا في سماء هذه الأمة بالشهب
وبعد أنصاره مثالا يُحتذى
لكم لهم من الفضايل ما عجزت الأعداد عنه
آووا بهم في الروعة حين دارت الأحداث
وجاهدوا حتى أكدوا في دينهم التقدم
وأورثوا من عائلة نصراً كبيراً
بخلائف وصلوا من بعدهم السببا
ولا كيوسف مولانا الذي كرم
آثاره وأبناؤه الأنجاب
وبعد هذا الذي تفضلت به من كلام
أجله فيه نبل المفاخرة منتسبا
إمارةً قد غدت نصراً لقبتها
عِماد عزيز وكنا بجانبه طلاب
سلكت في سبيل الإمام أبي
وطالما أشبه النجل الكريم أباه
فكان أول ما قدم عاملي في صغري
بعد أن أنعمت علي بالفضل والأدب
إني جعلت كتاب الله مرجعاً لي
لا تعرف النفس في تحصيله تعبا
كأنني كُلما رددته بشفتاي
أستشعر المسك أو أستطعم العطر
حتى ظفرت بحظٍّ منه أقدره
حفظاً فيسر الله لي ما أرتجي
وعن قريبٍ بمعونة الله سأحفظه
فهناك عبارات شكر لا تحدد
فالله يجزي أمير المسلمين لقاءً
لئلا تذهب النعم التتويج
وأنعم الله علي بكثيرٍ من الرزق
وأنشأت في سماء لطفك سحبًا
قيسًا دعاني وسماني باسم أبي
قيس بن سعد، هلم نعظم بهذا النسب
بأي شكر نفي كنه نعمته
لو أن سحباً أو قساً تقدّما
وكافأ الله أشياخي برحمته
وممن عاون وملأ وصفه
والحمد لله خاتمة بعد بداية
ما البارق التاج أو ما العارض جرت
الرسالة الأولى:
الشكر لله على الاعتياد..
الشكر لله على التقدم..
والشكر لله على التجاوز والنسيان..
والشكر لله على كل فترة كانت صعبة ولكنها مرت..
الرسالة الثانية:
الحمد لله حباً..
الحمد لله شكراً..
الحمد لله يوماً وشهراً وسنة..
الحمد لله في السراء والضراء..
الحمد لله دائماً وأبداً..
الرسالة الثالثة:
الشكر لله الذي أطال أعمارنا..
الشكر لله الذي منحنا الصحة والعافية..
الشكر لله الذي فضلنا على الكثير من خلقه..
الرسالة الرابعة:
لك الشكر يا الله في الشدائد..
لك الشكر يا الله في الصعوبات..
لك الشكر يا الله ليُسِرْت كل صعب..
ولك الشكر يا الله لأنك جعلت بعد كل ضيق فرجاً..
الرسالة الخامسة:
ما أحزن الله عبداً إلا ليسعده..
وما أخذ منه إلا ليعطيه..
وما ابتلاه إلا لأنه يحبه..
فالشكر لله في كل الأحوال..
أحدث التعليقات