أحاديث الإمام علي رضي الله عنه

تحمل الأحاديث التي رواها علي -رضي الله عنه- معانٍ عميقة، وفيما يلي بعض منها:

• روي عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: (جاءت فاطمة -عليها السلام- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تشكو له ما تعانيه من الطاحونة، وبلغه أنها لم تتمكن من إيجاد خادم، فتحدثت بذلك لعائشة، وعندما حضر النبي، أخبرته عائشة، فقال: اجلسا في مكاني، ثم جلس بيننا حتى شعرت ببرودة قدميه على بطني، ثم قال: ألا أدلكما على خير مما تسألان؟ فإذا أخذتما مضاجعكما، فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم).
• قال علي -رضي الله عنه-: (أحبب حبيبك هونًا ما عسَى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسَى أن يكون حبيبك يومًا ما).
• قال علي -رضي الله عنه-: (إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذ حريرًا بيمينه، وذهبًا بشماله، ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي).
• أخبر علي -رضي الله عنه-: (عندما نزلت الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12]، قال: أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عليًّا: (يا علي، مرهم أن يتصدقوا) فقلت: يا رسول الله، بكم؟ قال: (بدينار) قلت: لا يطيقونه، قال: (فبنصف دينار) قلت: لا يطيقونه، قال: (فبكم؟) قلت: بشعيرة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنك لزهيد) حتى أنزل الله: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقاتٍ…} [المجادلة: 13]، فكان علي يقول: بي خفف عن هذه الأمة).
• قال علي -رضي الله عنه-: (كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس، وقطعنا حوله، وفي يده مخصرة، فبدأ ينكت بها، ثم قال: ما منكم من أحد إلا وقد كتب مكانه من الجنة والنار، إلا وقد كتبت شقيًا أو سعيدًا. فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: من كان منا من أهل السعادة، فسيرجع إلى عمل أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاوة، فسيرجع إلى عمل أهل الشقاوة. فقال: أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاء فييسرون لعمل أهل الشقاء، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى…} الآية).
• قال علي -رضي الله عنه-: (كنتُ رجلًا إذا سمعت حديثًا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدّثني أحد من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدّقته. وحدّثني أبو بكر وصدّق أبو بكر رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما من عبد يذنب ذنبًا، فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} إلى آخر الآية).
• قال علي -رضي الله عنه-: (لعن رسول الله آكل الربا، وموكله، وشاهده، وكاتبه، والواشمة والمستوشمة، ومانع الزكاة، والمحَلِّل والمحَلَّل له).
• قال علي -رضي الله عنه-: (قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا علي، أسبغ الوضوء، وإن شق عليك، ولا تأكل الصدقة، ولا تنزع الحمير على الخيل، ولا تجالس أصحاب النجوم).
• قال علي -رضي الله عنه-: (كنا جلوسًا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد، فإذا أبو بكر وعمر فدخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليهم، فقال هذان سيّدا كهول أهل الجنة من الأوّلين والآخرين إلا الأنبياء والمرسلين، يا علي، لا تخبرهما).
• قال علي -رضي الله عنه-: (قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: إن في الجنة لغرفًا يُرى بُطُونُها من ظُهُورِها، وظُهُورُها من بُطُونِها، فقال أعرابي: يا رسول الله، لمَن هي؟ قال: لمن أطيب الكلام، وأطعم الطعاك، وصلّى الله بالليل والناس نيام).
• قال علي -رضي الله عنه-: (غدا عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لن يوافِي عبد يوم القيامة، يقول: لا إله إلا الله، يبتغي به وجه الله، إلا حرم الله عليه النار).

أحاديث في فضل علي رضي الله عنه

توجد العديد من الأحاديث التي تبرز فضل علي -رضي الله عنه-، ومنها:

• ثبت عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك، واستعمل عليًا، فقال: أتخلّفني في الصبيان والنساء؟ فقال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي).
• وورد عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أنه قال: (تخلّف علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلّف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخرج عليّ ولحق بالنبي، فحين كانت مساء الليلة التي فتحها صباحها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لأعطين الراية غدًا رجلاً يحبه الله ورسوله، فإذ نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففتح الله عليه).
• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لأعطين الراية رجلًا يفتح الله على يديه، فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى، فلقد غدوا وكلهم يرجو أن يعطى، فقال: أين علي؟ فقيل: يشتكي عينيه، فأمر، فدعي له، فبصق في عينيه، فبرأ مكانه كأنه لم يكن به شيء، فقال: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي بك رجل واحد خير لك من حمر النعم).

التعريف بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه

علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويُكنى بأبي الحسن والحسين، وقد لقبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأبي تراب، وكان هذا اللقب أحبّ ما يُدعى به. وُلد علي -رضي الله عنه- قبل البعثة بعشر سنوات، وكان أول من أسلم من الصبيان، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، حيث لازم الرسول -صلى الله عليه وسلم- منذ صغره، وكان رابع الخلفاء الراشدين بالإجماع.