تنقسم أقسام العزة في الإسلام إلى نوعين: العزة المحمودة والعزة المذمومة. تشير العزة في السياق الإنساني إلى حالة القوة التي يتمتع بها الفرد، بينما تشير العزة لله عز وجل إلى الغلبة التي لا تخضع إلا له سبحانه وتعالى وتكون نتيجة للكمال، سواء كان ذلك ظاهراً أو باطناً.
إن العزة في اللغة تشير إلى القوة والشدة والغلبة، كما أنها قد تعبر عن ندرة الشيء حتى يختفي بشكل تام. وقد يُستخدم المصطلح للإشارة إلى مجموعة من الأفراد أو للدلالة على الحاكم. يمكن تصنيف أقسام العزة إلى ما يلي:
تمثل العزة المحمودة عزة الحق، حيث لا يتخلى الشخص عن أوامر الله، حتى وإن كان ضعيفاً. فهو يعتز بالله سبحانه وتعالى الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء. ومن أمثلة العزة الشرعية ما يلي:
يدرك الشخص أن الله هو العزيز الذي يهب العزة لمن يشاء، فالتوكل على الله هو علامة القوة والسير على نهجه هو قمة الشموخ. لذلك، يدرك أن العزة لغير الله تعتبر ذلاً، والاعتماد على غيره ضعفا، كما قال عبيدة بن أبي لبابة: “من طلب عزًّا بباطل وجور، أورثه الله ذُلًّا بإنصاف وعدل”.
تعني الاعتزاز بالدين الإسلامي كمصدر للقوة والعزة، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “نحن أمة أعزنا الله بالإسلام. فإذا ابتغينا العزة بغير ذلك، فسنُذل”. وعندما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ينادون بعضهم “يا للأنصار” و”يا للمهاجرين”، قال: “أبِدَعْوَى الجاهليَّة وأنا بين أظهركم”.
يعتز المسلم بكونه جزءًا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويتمنى شفاعته ولقاءه، كما يدعو الله دائمًا ليتبع سنته ويحقق النجاح في الاقتداء به.
يرى المؤمن الكافر بعزة وقوة ليظهر قوة دينه، كما جاء في الآية رقم 29 من سورة الفتح: “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ”. وفي الآية رقم 54 من سورة المائدة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدُّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ”.
يشمل هذا القسم الاعتزاز بأعمال غير محمودة، كالكفر كما ورد في الآية رقم 2 من سورة ص: “بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ”. أما الأقسام غير الشرعية فهي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لينتهينَّ أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنَّما هم فَحْم جهنَّم”.
ورد في الآيتين 138 و139 من سورة النساء: “بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا… أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا”.
كما ذُكر في الآية رقم 34 من سورة الكهف: “وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ… أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا”.
عن أبي مالك الأشعري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “أربع في أمَّتي من أمر الجاهليَّة، لا يتركونهنَّ”.
كما ورد في سورة مريم: “وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا”.
قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لبس ثوب شُهْرة في الدُّنيا، ألبسه الله ثوب مذلَّة يوم القيامة”.
أحدث التعليقات