تتناول سورة الحجرات مجموعة متنوع من الموضوعات والمحاور، منها:
سورة الحجرات نزلت في السنة التاسعة من الهجرة، مما يجعلها سورة مدنية متفق عليها، وقد نزلت بعد سورة المجادلة وقبل سورة التحريم. تُعد هذه السورة الثامنة بعد المئة في ترتيب النزول، وهي تعرف باسم الحجرات دون ألقاب إضافية كما ورد في المصاحف وكتب السنة النبوية. يعود سبب تسميتها لوجود كلمة الحجرات فيها.
وقد نزلت السورة الكريمة في بني تميم الذين كانوا ينادون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلف حجراته، وتتألف من ثماني عشرة آية.
تتميز سورة الحجرات بتناول موضوع التأدب أثناء الخطاب مع رسول الله، حيث كان الناس في قديم الزمان يقتربون من النبي دون مراعاة للأدب المطلوب. جاءت السورة لتوضع القواعد اللازمة للتعامل بأدب مع النبي بما يتوافق مع مبادئ الإسلام.
أما بالنسبة لغير المسلمين، مثل اليهود والنصارى، فقد يتم التخفيف من هذه الملاحظات كونهم ليسوا ضمن أتباع هذا الدين العظيم. ومع ذلك، فإن الصحابة، بما لهم من مكانة في الدين، هم المخاطبون في هذه الآيات القرآنية.
تتوافق سورة الحجرات مع سورة الفتح التي سبقتها، في ذكرها المدح والثناء على الصحابة الأجلاء، حيث جاء التأكيد على أن هذا المدح كان قد ورد في السابق في كل من التوراة والإنجيل، كما قال -تعالى-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ).
لذا، فإن هذا التشريف الوارد في القرآن وما سبقه من كتب سماوية يناسب أهمية حسن الخطاب أثناء الحديث مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أحدث التعليقات