هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي، ويُعرف أيضًا بلقب أبي بكر. وُلد في بغداد عام 208 هـ، وترك خلفه مجموعة من المؤلفات المتميزة، من بينها: العقل وفضله، واصطناع المعروف، والإخلاص والنية، وقصر الأمل، ومكائد الشيطان، وذم الكذب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والزهد، واليقين، وصفة الجنة. تميز ابن أبي الدنيا بقدرته الفائقة على توظيف أساليب الكلام بما يتناسب مع مختلف طبائع الناس؛ حيث كان بإمكانه جعلهم يضحكون أو يبكون حسب الحاجة. توفي يوم الثلاثاء الرابع عشر من جمادى الآخرة في عام 281 هـ.
يعتبر ابن أبي الدنيا من أبرز علماء الرواية في القرنين الثالث والرابع الهجري، وقد اشتهر بكثرة مؤلفاته في مجالات متنوعة تشمل القراءات، الحديث، اللغة، الأدب، التاريخ والسير. كان لديه اهتمام خاص بالتأليف في مجالات الزهد والرقائق، مما جعله أحد الأئمة البارزين في عصره في هذا المجال.
عاش ابن أبي الدنيا في عهد الخلافة العباسية، حيث شهد العديد من الخلفاء العباسيين، مثل: المأمون، المعتصم بالله، الواثق بالله، المتوكل على الله، المنتصر بالله، المستعين بالله، المعتز بالله، المهتدي بالله، المعتمد على الله، والمعتضد بالله.
رأى ابن أبي الدنيا أن الاقتصاد هو نظام رباني مقيد بالشرع، وأكد على أهمية المحافظة على رأس المال والعمل على زيادته؛ لأنه بدون ذلك سيكون عرضة للضياع والانهيار. كما أولى اهتمامًا خاصًا للمصلحة العامة، وشجع على الاستفادة من ثروات الأرض وخيراتها. واعتبر أن المال هو وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه.
لاقى ما كتبه ابن أبي الدنيا من مؤلفات قبولاً واسعًا من العلماء السابقين؛ حيث وصفها ابن كثير بأنها مؤلفات نافعة وشائعة ومتميزة، كما أشار السيوطي إلى أنها تصانيف مشهورة ونافعة، ووصفها ابن تغري بردي بالتصانيف الحسنة. وقد حظيت مؤلفاته أيضًا بشعبية بين الباحثين المعاصرين الذين بذلوا جهودًا لدرجها من المكتبات إلى النشر، حيث تم إصدار ثلاثة وأربعين كتابًا مطبوعًا من أعماله.
أحدث التعليقات