يعد فقدان الوزن من القضايا الملحة في الوقت الراهن، إذ يشغل بال الكثيرين، خاصة مع تزايد معدلات السمنة والوزن الزائد. لفهم كيفية خسارة الوزن، يجب أولًا التعرف على مفهوم السمنة.
تُعرف السمنة بأنها تراكم غير طبيعي للدهون في الجسم، بحيث يتجاوز مستوى معين يؤثر سلبًا على الصحة. تزيد السمنة والوزن الزائد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وانقطاع النفس أثناء النوم، والتهاب المفاصل، وبعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى مشكلات المرارة والتهابات الجهاز التنفسي، وزيادة المخاطر المتعلقة بالحمل والعمليات الجراحية. كما تترتب على السمنة مشاكل نفسية وعواقب اجتماعية متعددة.
تتعدد السبل المتبعة للتعامل مع السمنة، بعضها صحي وآخر غير صحي. يتناول هذا المقال تلك الطرق ومدى أمانها وفعاليتها، وكذلك أي السبل يعتبر الأنسب والأكثر نجاحًا.
نظرًا لأن فقدان الوزن يمثل حلمًا للكثيرين، فإن العديد منهم يتجهون للدفع مقابل حلول تخفيف الوزن. هذا ما يستغله مسوقو الطرق غير الصحية في الترويج لأساليب خسارة الوزن السريعة، رغم أنه من بين العشرات من الطرق التي تدعي فعاليتها، فإن القليل منها فقط يحقق نجاحًا فعليًا، بينما قد تكون بعض الطرق المحددة خطرة على الصحة. فيما يلي بعض الحلول الشائعة التي يلجأ إليها الكثيرون.
إليك بعض الطرق غير المجدية التي تُمارس لتحقيق خسارة الوزن:
تنتشر بشكل واسع الحميات الغذائية المبتكرة أو ما يعرف بحميات الموضة، والتي تجذب الكثير من الأشخاص بوعودها لتحقيق فقدان وزن كبير في فترات زمنية قصيرة. تعتمد هذه الأنظمة غالبًا على أهداف غير واقعية ونقص كبير في العناصر الغذائية. ومن المهم ملاحظة أن العديد من هذه الحميات قد تشكل خطرًا على الصحة، وقد تتراوح تأثيراتها السلبية من صداع بسيط وغثيان إلى مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة. فيما يلي بعض المؤشرات على الحميات المبتكرة:
يلجأ العديد من الناس إلى تناول أدوية لفقدان الوزن غير المشروطة بوصفة طبية، رغم أن معظمها قد لا تحظى بموافقة الجهات المختصة، وقد تترافق مع آثار جانبية عديدة.
يبحث الكثيرون عن المنتجات الطبيعية أو المكملات الغذائية كخيار لفقدان الوزن، رغم أنها قد تكون غير فعالة أو حتى غير آمنة. فوجود المادة الطبيعية لا يعني ضمان سلامتها، إذ يمكن أن تُسبب آثارًا جانبية خطيرة. على سبيل المثال، تُعد الإيفيدرا من المواد الشائعة في مستحضرات فقدان الوزن، لكنها تشكل مخاطر صحية عديدة. كما يتناول البعض الأعشاب المُليّنة في شكل شاي للحمية، معتقدين أنها تقلل من امتصاص الطعام، بينما يحدد الامتصاص في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة. ومن الآثار الجانبية المحتملة لهذه المنتجات: الإسهال، والقيء، والغثيان، وتقلصات البطن، والإغماء. هناك حالات نادرة قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.
لا تدعم جلسات الحمام الساخن (الجاكوزي) أو الساونا أو غرف البخار في الواقع فقدان الدهون كما يُعتقد، بل قد يمثل فقدان الوزن الناتج عنها فقدان للماء فقط وليس الدهون. كذلك، فإن الكريمات والمنتجات التي تُطبق على الجسم لا تقلل السيلوليت، لأنه ليس مشكلة يمكن معالجتها بطرق سطحية.
يمكن استخدام الأدوية المرخصة أو الإجراءات الجراحية لعلاج السمنة، لكن لا ينبغي اللجوء لهذه الخيارات إلا إذا استدعت درجة السمنة ذلك، وكان هناك فوائد تفوق المخاطر المرتبطة بهما. يمكن أن تكون إزالة السمنة المفرطة وعلاج المبداء الصحي ضرورية لتبرير اتخاذ هذه الخطوات.
يجب أن يظل المريض تحت المراقبة الطبية مدى الحياة. بالإضافة إلى ذلك، هناك عمليات تجميلية مثل شفط الدهون، التي تعالج المظهر الخارجي وليس السبب الأساسي للسمنة، ما يجعلها حلًا مؤقتًا. على الرغم من أن عمليات شفط الدهون تُعتبر غالبًا آمنة، إلا أنها يمكن أن تؤدي أيضًا لمضاعفات خطيرة.
تعتبر أنجح الأساليب لفقدان الوزن هي تلك التي تعتمد على تغييرات تدريجية وبسيطة، مع وضع أهداف معقولة. يجب أن تنطلق خطة فقدان الوزن من تقييم كامل لحالة الشخص الغذائية، وتقديم نظام غذائي يلبي احتياجاته الشخصية. يجب منح تلك الحمية سعرات حرارية أقل مما يحتاجه الشخص للحفاظ على وزنه، لكن لا ينبغي تقليصها بشكل مفرط، حيث يجب أن تشمل جميع العناصر الغذائية الضرورية.
يجب على الشخص الراغب في فقدان الوزن تناول كميات أقل في وجباته مع زيادة عدد الوجبات. ينبغي التركيز على الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية، وتجنب الأطعمة الغنية بالسعرات مثل المقلية والمضاف إليها السكر. كما يجب ممارسة الرياضة لزيادة معدل السعرات الحرارية المحترقة، وبالتالي تحسين استهلاك الطاقة وتعزيز عمليات التمثيل الغذائي، مما يسهم في زيادة نسبة الكتلة العضلية والتي بدورها تدعم حرق السعرات الحرارية. ممارسة الرياضة تنظم أيضًا الشهية، حيث لا يشعر الشخص بالجوع مباشرة، مما يقلل الرغبة في تناول الطعام مباشرة بعد التمارين.
يتطلب العلاج الصحيح للسمنة تعديل السلوكيات الغذائية غير الصحية، من خلال تحديد هذه السلوكيات ووضع استراتيجيات لتصحيحها، مع مراعاة وضع أهداف معقولة وتقدم تدريجي. ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار رغبة الشخص واستعداده لتطبيق هذه التغييرات.
أحدث التعليقات