أفضل حب هو الذي تختار من تريده

فطرة الحب وحرية الاختيار

  • الحب يُعتبر فطرة طبيعية مغروسة في قلوب البشر، فهو عنصر أساسي في حياة كل فرد. يذكر الله تعالى أهمية الحب، إذ أن حب الله ورسوله يمنح المرء كل ما يحتاجه. عندما تشعر بالضيق وكأن العالم يضيق من حولك، يمكنك التوجه إلى خالقك بالصلاة وطرح همومك وآلامك. على الرغم من أن الله قد يبدو بعيدًا، إلا أنه سيكون قريبًا منك في كل الأوقات.
  • يوجد أنواع متعددة من الحب، أولها الإعجاب الذي يحدث عند رؤية شخص لأول مرة. النوع الثاني هو أن تجد شخصًا بجانبك دائمًا، يشارلك مشاعرك ويُساعدك في تخطي صعوباتك. وهنا تأتي حرية الاختيار في الحب، فأحبب من ترغب.

الفراق

  • يحدث أن يتعلق الإنسان بشخص ما تعلقًا عميقًا، فيحبّه ويكرّس جهوده في خدمته، ويكون لديه شعور بأن الحياة ستكون مستحيلة من دونه. وفي لحظة غير متوقعة، ينفصل المحبوب عن محبيه، مما يُسبب ألم الفراق.
  • سنة الله في خلقه واضحة في قوله: ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾. هذه السنة العادلة لا تُجامل أحدًا. ولقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عندما قال: “أحبب من شئت فإنك مُفارقه”.
  • إن الله رحيم بخلقه، فهو إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون. لذا، أحبب من شئت وتعلق بمن تراه، فكل شيء زائل في النهاية.
  • لدينا أحباب، وكثيرًا ما اعتقدنا أن الموت لن يأخذهم، على الرغم من إيماننا أن الموت لا يفرق بين صغير وكبير. لقد فقدنا العديد منهم، وأوجعنا فراقهم، لكننا نؤمن بأن ما يختاره الله لنا هو أفضل مما نرغب لأنفسنا.

أعظم محبوب

  • يتساءل الكثيرون: هل من الضروري أن يعيش الإنسان حياته كلها تحت وطأة ألم فراق الأحبة؟ أليس هناك حبيب خالد؟
  • يقول الله سبحانه: ﴿إلا وجهه﴾ و﴿ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾، أي أن الله وحده هو الباقي. فالكل فانٍ، والله حي لا يموت. كل التهاني لمن اختار الله محبوبًا له، ومن غلب حبه على أي حب آخر.
  • أحد العابدات قالت: “لقد سئمت الحياة، حتى لو مُنحت خيار شراء الموت شوقًا إلى الله، لكان قراري”. وعندما سُئلت عن ثقتها بعملها، أجابت: “لا، ولكن لحبي له وثقتي برحمة الله”.
  • يا رب، نسألك أن ترزقنا حبك وحب من يحبك، وحب الأعمال التي تقربنا منك، وحب لقائك.

كيفية التعامل مع الحب

  • جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقول: “يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مُجازى به”. فهل يساعدنا هذا الحديث في تقبل ما يحيط بنا، أم أننا بطبيعتنا نُفاجأ بفكرة الفراق؟
  • لمن يسعى نحو السعادة، يجب أن يُدرك الحياة بكل جوانبها. إذ يُعتبر الحب من أعظم المشاعر التي يعيشها الإنسان، فالمحبوب يكون أغلى ما في الحياة بالنسبة لمحبوبه، ولفقده وقع كارثي.
  • هل نتعامل مع الحب ببرود لأننا نعلم أن الحياة لا تدوم لأحد، أم يجب علينا استغلال كل لحظة نعيشها بالحب والسعادة؟ الوقت ليس مهمًا بقدر كيفية استغلاله في عالم لا يُعطي الخلود إلا للخالق سبحانه وتعالى.
Published
Categorized as معلومات عامة