يطمح المسلم دائماً إلى استجابة الله لدعواته، لذا من المهم اختيار الأوقات الملائمة للدعاء لتحقيق هذا الهدف. يتعين على المسلم أيضاً الالتزام بآداب الدعاء ليكون أكثر قبولاً. فيما يلي توضيح لبعض الأوقات التي يُفضل فيها الدعاء:
يُعتبر الوقت بين الأذان والإقامة من الأوقات المباركة التي يُستجاب فيها الدعاء. فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا يُرد الدعاء بين الأذان والإقامة”. وأيضاً ورد حديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيح مسلم، يُشير إلى تأثير الأذان على الشيطان الذي يُدبر عنده.
تعتبر لحظة السجود في الصلاة من أكثر الأوقات قربًا بين العبد وربه، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء.”
يتلقى المسلم دعاءه بالاستجابة عند الدعاء قبل إنهاء الصلاة. حيث أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالدعاء بعد التشهد، مختاراً ما يعجبهم من الدعاء.
تُعتبر هذه الساعة من الليالي مباركة، حيث يُفتح باب السماء. وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “يُنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل، فيقول: “من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له”.
يتميز يوم الجمعة بساعة استجابة للدعاء، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه”. وقد ذُكرت في الأحاديث أنها بين جلوس الإمام على المنبر وقضاء الصلاة.
من الأوقات المباركة للدعاء هو الوقت الذي يسبق صلاة الظهر، حيث أوضح عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُصلي أربع ركعات بعد زوال الشمس، مشيرًا إلى أنها ساعة تُفتح فيها أبواب السماء.
أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء في الوقت بين الظهر والعصر يوم الأربعاء، حيث رُوي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنه كان يتوخى ذلك الوقت للدعاء خاصة في الأمور المهمة.
يعد وقت الحج والعُمرة من الأوقات المستحبّة للدعاء، حيث قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: “إن الغازي والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه”.
يوم عرفة هو من أكثر الأيام التي تُعتق فيها رقاب من النار، وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله ينزل في هذا اليوم ويقول: “ما أراد هؤلاء؟”.
يُنصح بالدعاء عند الصعود على الصفا والمروة، حيث جاء في حديث جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ الآية: “إن الصفا والمروة من شعائر الله” أثناء صعوده.
تُعد ساعة الوقوف في مزدلفة من أوقات استجابة الدعاء، كما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، حيث دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- مستقبلاً القبلة.
تشير الروايات إلى أنه يُستحب الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى، حيث كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقوم بالدعاء في هذه الأوقات بعد كل رمية.
يُعتبر الدعاء داخل الكعبة وداخل الحجر من الأوقات المستحبّة، حيث رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا في جميع أنحائه داخل الكعبة.
يُعتبر الدعاء عند شرب ماء زمزم من الأمور المستحبّة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ماء زمزم لما شرب له”.
من المفضل الدعاء في أوقات الصيام والسفر، حيث ذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن هناك ثلاث دعوات لا تُرد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر.
يعتبر وقت نزول المطر من الأوقات المستحبّة للدعاء، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ثنتان لا تُردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر”.
باختصار، هناك أوقات متعددة يُستجاب فيها الدعاء، ومن الجيد الحرص على الاستفادة منها لدعاء الله، مثل الدعاء بين الأذان والإقامة وأوقات الصلاة المختلفة، وكذلك في الليل، ويوم الجمعة، ويوم عرفة، وأثناء الحج والعمرة، وغيرها من اللحظات المباركة التي يُستجاب فيها الدعاء.
أحدث التعليقات