توافق العلماء على أن الأضحية الصحيحة يجب أن تكون من الأنعام، مثل الإبل، البقر، والغنم، إلا أن آراءهم تباينت حول أفضل أنواع الأضاحي، والتي تندرج تحت ثلاثة أقوال، كما هو موضح أدناه:
هذا هو رأي المالكية، حيث ذكر بعض العلماء أن أفضلها هو غنم الضأن ثم الإبل ثم البقر، ويرجع ذلك إلى جودة لحم الضأن. وقد تم الاستدلال على هذا الرأي من خلال الآية الكريمة: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)، حيث يعتبر الكبش هو الذبح العظيم بحسب هذا التفسير. ويشير هذا الوصف إلى أنه ضخم الجثة وسمين، وهو ما ينطبق على الكبش. كما استندوا إلى اختيار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- للغنم في الأضاحي، بالإضافة إلى اختيار الله تعالى لها كفداء للذبيح.
وأيضًا استندوا إلى حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (خير الكفن الحلة، وخير الأضحية الكبش الأقرن). وقد ظل النبي يذبح الغنم سنويًا كأضحية، مما يشير إلى أن التضحية بالإبل والبقر لم تكن الأفضل في نظره، إذ اعتاد على فعل الأفضل دائماً.
هذا الرأي متبنى من قبل الشافعية والحنابلة وبعض من المالكية. وتستند هذه الرؤية إلى وفرة اللحم وضرورة توفير التوسعة للفقراء. واستندوا في رأيهم إلى حديث النبي عن يوم الجمعة: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن..).
إضافة إلى ذلك، استندوا إلى الآية القرآنية: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ)، حيث يعتبرون أن البدنة تمثل قيمة أعلى من البقرة، والبقرة أغلى من الشاة. وقد جاء في الآية: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) مما يؤكد أن التضحية بالإبل تكتسب مكانة أعلى من البقر.
هذا ما يجده الحنفية، حيث يعتبرون أن الشاة أفضل من سُبع البقرة. إذا كان سُبع البقرة يوفر كمية من اللحم أكبر، فإنه يصبح الخيار الأفضل. وإذا كانت الكميات متساوية في اللحم والقيمة، فإن الأكثر طعماً هو الأجدر بالاختيار. وقد استند الحنفية إلى حديث ضعيف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إن أحب الضحايا إلى الله أغلاها وأسمنها).
من بين المفاضلات التي ذكرها الفقهاء حول الأضاحي، نجد ما يلي:
فقد نقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (نِعْمَ أو نِعْمَتِ الأُضحيَةُ الجذَعُ من الضأْنِ).
جاء ذلك استنادًا إلى قوله -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وبذلك فإن تعظيم أي شيء يشمل تحسينه وتسمينه.
وذلك بناءً على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحى بكبشين أملحين، والأملح هو الأبيض.
أحدث التعليقات