إن استغلال مواسم الخير هو ديدن الصالحين، يتطلعون إليها بشغف ليزدادوا من الطاعات. ويعتبر شهر رمضان من أبرز هذه المواسم، حيث يتميز النصف الأخير منه بفضائل كثيرة، منها:
التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخصها بعبادات وأعمال لا تتوفر في باقي الشهر، فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قوله: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ).
وهو لزوم المسجد والابتعاد عن الخروج منه للعبادة، وهذا يعتبر من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث (كان يَعتكِفُ في العَشر الأواخر مِن رَمَضانَ).
وهي الليلة العظيمة التي من يحياها ينال أجرًا عظيمًا، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ).
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجودَ الناسِ، وكان أجودُ ما يكون في رمضان حين يلتقي جبرائيل، وكان يلتقي به في كل ليلة من رمضان ليدارسه القرآن، ولرسول الله -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجودُ بالخَيْرِ مِن الرِّيحِ المُرْسَلَةِ). تشير هذه الكلمات إلى فضل الإكثار من الصدقات في رمضان.
حيث علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أهمية الدعاء في ليلة القدر، وفي هذا السياق، تقول عائشة -رضي الله عنها-: (يا رَسولَ اللهِ، إنْ وافَقتُ لياليَ القَدرِ، فبِمَ أدعو؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ، فاعْفُ عَنِّي).
يسعى المسلم دائمًا لأداء الطاعات والإكثار من العبادات في جميع الأوقات، إلا أن رمضان يحمل خصوصية وفضائل من أهمها:
كما ورد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). فإن قصر المسلم في أعماله، فعليه الإسراع في التدارك، لأن الأعمال بالخواتيم. قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أهلِ النَّارِ وإنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ويَعْمَلُ عَمَلَ أهلِ الجَنَّةِ وإنَّه مِن أهْلِ النَّارِ، وإنَّما الأعْمَالُ بالخَوَاتِيمِ).
قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ). وقد أشار ابن كثير -رحمه الله- إلى أن الآية تأمر بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، واختلفوا في المقصود بالصلاة الوسطى، وأرجح الأقوال أنها معينة صلاة العصر.
قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سرَّهُ أن يَلقى اللَّهَ -عزَّ وجَلَّ- غدًا مُسلِمًا، فليُحافظ علَى هذه الصَّلَواتِ الخَمسِ التي تُقام في المساجد..)، حيث إن المساجد هي المكان الذي تُؤدى فيه الصلاة، وجائز للنساء حضور صلاة الجماعة، إذ قال -عليه الصلاة والسلام-: (لا تَمنَعوا نِساءَكمُ المَساجِدَ، وبُيوتُهُنَّ خَيرٌ لَهُنَّ)، وقد ذهب الفقهاء إلى أن صلاتهن في البيوت تُعتبر أفضل.
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُشجع على قيام شهر رمضان دون أمرهم بوجوه محددة، حيث كان يقول: (مَن قامَ رمضانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ..).
قال -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابه)، ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن.
تعتبر ليلة القدر ذات مكانة عظيمة ومكانة رفيعة، وبهذا الخصوص أُطلق اسم سورة في القرآن هي سورة القدر، ما يعكس عظمة هذه الليلة ومكانتها. أما عن أبرز فضائلها:
أحدث التعليقات