يعتبر الكالسيوم من العناصر الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الرضع. فهو ضروري لبناء عظام وأسنان قوية، ودعم وظائف الأعصاب والعضلات، ويساهم في عملية تجلط الدم، وتنشيط الإنزيمات التي تحول الغذاء إلى طاقة. تجدر الإشارة إلى أن 99% من الكالسيوم يتم تخزينه في العظام والأسنان، ويحتاج الأطفال إلى كميات مناسبة من الكالسيوم لدعم نمو عظامهم. يعد نقص الكالسيوم في الدم (Hypocalcemia) شائعًا بين الرضع حديثي الولادة، وينقسم إلى نوعين رئيسيين: نقص الكالسيوم المبكر (Early hypocalcemia) الذي يحدث في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، ونقص الكالسيوم المتأخر (Late hypocalcemia) الذي يظهر عادةً في الأسبوع الأول أو الأسابيع الأولى بعد الولادة.
في كثير من الأحيان، لا يظهر نقص الكالسيوم لدى الرضع أعراض واضحة. يجب ملاحظة أن الأعراض لا تظهر إلا بعد انخفاض مستوى الكالسيوم الإجمالي في الدم إلى أقل من 7 ملغ/ديسيلتر أو ما يعادل 1.75 مللي مول/لتر، أو انخفاض الكالسيوم المتأين لأقل من 3 ملغ/ديسيلتر أو ما يعادل 0.75 ملي مول/لتر. تشمل أعراض نقص الكالسيوم في الدم ما يلي:
يعمل هرمون الغدة المجاورة للدرقية (Parathyroid hormone) على تنظيم مستويات الكالسيوم الطبيعية في الدم بعد توقف انتقل الكالسيوم المتأين عبر المشيمة من الأم إلى الرضيع عند الولادة. قد يؤدي الغدة المجاورة للدّرقِية العابرة أو المؤقتة إلى نقص كالسيوم الدم لدى الرضع. تشمل عوامل الخطر لنقص الكالسيوم المبكر الرضاعة المبكرة (Prematurity)، إصابة الأم بمرض السكري، وزيادة نشاط الغدة المجاورة للدرقية، حيث يكون مستوى الكالسيوم المتأين في دم الأمهات مرتفعًا. كما أن الاختناق أثناء الولادة (Perinatal asphyxia) يمكن أن يرفع هرمون الكالسيتونين في الدم، مما يمنع إفراز الكالسيوم من العظام ويسبب نقص كالسيوم الدم. كما يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الفوسفات في الدم إلى نقص كالسيوم الدم أيضًا. أما نقص الكالسيوم المتأخر، فإنه يحدث نتيجة تناول حليب البقر أو الحليب الاصطناعي الغني بالفوسفات.
تختلف احتياجات الرضع اليومية من الكالسيوم حسب الفئة العمرية، حيث تتوزع الاحتياجات اليومية كما يلي:
تحتوي بعض الأطعمة على كميات عالية من الكالسيوم، ومن أبرز هذه المصادر هي منتجات الألبان مثل الحليب، الزبادي، والأجبان الصلبة مثل جبن الشيدر. من الجدير بالذكر أن محتوى الكالسيوم في الحليب ومنتجات الألبان لا يتأثر بنسبة الدهون سواء كانت كاملة الدسم أو خالية أو ذات 1% أو 2% من الدهون. في بعض الحالات، قد لا يتحمل بعض الأطفال تناول منتجات الألبان، لذا يجب تقديم بدائل غنية بالكالسيوم مثل التوفو، فول الصويا، البروكلي، الكرنب، السلق، والملفوف الصيني، بالإضافة إلى الخضراوات الورقية كالألوز، بذور السمسم، الفاصوليا البيضاء، والفاصوليا الحمراء، والحمص، والبرتقال، والتين، والخوخ. نظرًا لأهمية الكالسيوم، تُضاف هذه المادة في بعض المصانع إلى الحبوب، الخبز، والعصائر. يُنصح بما يلي لضمان حصول الطفل على كميات كافية من الكالسيوم:
تتفاوت المستويات الطبيعية للكالسيوم حسب الفئة العمرية والجنس، وفيما يلي التفاصيل:
أحدث التعليقات