أعراض عدوى جرثومة المعدة لدى الأطفال وطرق علاجها

تُعد جرثومة المعدة من أكثر الأمراض شيوعاً في الجهاز الهضمي، حيث كانت في السابق تُعتبر حالة نادرة بين الأطفال، ولكنها أصبحت تشكل مصدر قلق متزايد بين الآباء والأمهات. سوف نستعرض في هذا المقال ما هي جرثومة المعدة، الأعراض التي قد تظهر على الأطفال، وأساليب علاجها، لذا تابعوا معنا.

ما هي جرثومة المعدة؟

  • جرثومة المعدة هي عدوى بكتيرية يُقدر أنها تصيب أكثر من نصف سكان العالم.
  • تحدث هذه العدوى نتيجة وجود نوع من البكتيريا السالبة الجرام، تُعرف بالبكتيريا الحلزونية (Helicobacter pylori) في المعدة.
  • تمتاز هذه البكتيريا بشكلها الحلزوني، مما يمكنها من اختراق طبقة المخاط السميكة التي تُغلف جدار المعدة والأمعاء، والتي تلعب دوراً حيوياً في حماية الجهاز الهضمي من تأثير الأحماض والإنزيمات الهضمية.
  • قد يؤدي دخول جرثومة المعدة إلى حدوث التهابات شديدة في هذه الطبقة، مما يسمح للأحماض وإنزيم الببسين (pepsin) بالوصول إلى جدار المعدة، حيث يقومان بتفكيك الطعام، مما قد يؤدي إلى نشوء قرح شديدة قد تصل إلى حدوث ثقوب في جدار المعدة.
  • لم يُحدد حتى الآن السبب الدقيق وراء زيادة إفراز البكتيريا الحلزونية للأحماض، مما يلحق ضرراً كبيراً بجدار المعدة، ولكن هناك العديد من النظريات التي تدرس الأسباب المحتملة لانتشار هذه الجرثومة.

تنتشر جرثومة المعدة بين الأطفال بشكل واسع، وخاصة في الفئات التالية:

  • الأطفال الذين يعيشون في دول نامية أو فقيرة.
  • الأطفال المحاطون بأشخاص مصابين بهذه الجرثومة.
  • الأطفال الذين يعيشون في أحياء مزدحمة.
  • الأطفال الموجودون في بيئات منخفضة من حيث النظافة الشخصية وغياب معالجة مياه الشرب.

كيفية انتقال عدوى جرثومة المعدة للأطفال

غالباً ما يتم اكتساب عدوى جرثومة المعدة في مرحلة الطفولة، وخاصة خلال السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل، حيث تُعدّ المعدة موطناً وحيداً للبكتيريا الحلزونية. تنتقل العدوى بسهولة بين أفراد الأسرة، وتشمل مصادر الانتقال:

  • المواد التي يتم إخراجها من الجهاز الهضمي للطفل.
  • العدوى عن طريق الفم.
  • عن طريق لعاب الطفل عند مشاركة أدوات الطعام.
  • محتوى البراز.
  • القيء.

أعراض جرثومة المعدة لدى الأطفال

عند إصابة الطفل بجرثومة المعدة، قد تظهر عليه مجموعة من الأعراض التي تختلف من طفل لآخر، ومن هذه الأعراض:

  • آلام حادة ومستدامة في منطقة البطن.
  • الشعور بالغثيان والقيء.
  • زيادة التجشؤ والشعور بالانتفاخ.
  • فقدان الشهية بشكل ملحوظ.
  • نقص في الوزن بصورة واضحة.
  • وجود ألم في فم المعدة (المنطقة بين الضلوع والسرة).
  • تفشي الألم عند فراغ المعدة، وتحسين الوضع بعد تناول الطعام أو شرب الحليب أو تناول مضادات الحموضة.
  • القيء المصحوب بدم أو بلون بني.
  • البراز المصحوب بقطع دموية ذات لون أسود مثل القطران.

إذا ظهرت الأعراض المذكورة، ينبغي على الأهل استشارة طبيب مختص لتشخيص حالة الطفل والحصول على العلاج المناسب. إذا تُركت الأعراض بدون علاج، فإن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:

  • الارتجاع المعدي المريئي: يمكن أن تزيد بعض أنواع البكتيريا الحلزونية من إفراز الأحماض.
  • ظهور الأورام السرطانية في المعدة والاثني عشر عند عدم معالجة الحالة سريعاً.
  • فقر الدم بسبب النزيف من المعدة والاثني عشر.
  • تأثير سلبي على نمو الطفل.
  • انسداد الأمعاء الناجم عن وجود أورام في القناة الهضمية.
  • حدوث ثقب في المعدة نتيجة زيادة القرح.
  • التهاب الغشاء البريتوني.

الاختبارات اللازمة لتأكيد الإصابة بجرثومة المعدة

هناك عدة اختبارات تُجرى لتأكيد إصابة الطفل بجرثومة المعدة، وتشمل:

  • اختبار الدم: يتطلب أخذ عينة من الدم للتأكد من وجود أجسام مضادة للبكتيريا الحلزونية، وقد يُظهر هذا الاختبار نتائج إيجابية خاطئة.
  • اختبار البراز: يتم أخذ عينة من براز الطفل للتحقق من وجود البكتيريا، وينبغي على الأهل عدم إعطاء الطفل أي مضادات حيوية قبل وبعد الاختبار بأسبوع.
  • اختبار التنفس: يتطلب تناول محلول يحتوي على اليوريا، حيث يقوم إنزيم اليوريا بتفكيك المركب، مما يؤدي إلى إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون المتاح للكشف عبر الزفير.
  • منظار المعدة: إجراء يتضمن إدخال أداة دقيقة في المعدة لأخذ عينات من الجدران لفحص الأنسجة.

علاج جرثومة المعدة عند الأطفال

يتضمن علاج جرثومة المعدة عند الأطفال استخدام مجموعة من الأدوية، بما في ذلك العلاج الثلاثي الذي يتكون من نوعين من المضادات الحيوية بالإضافة إلى أدوية مضادة للحموضة للتقليل من إفراز الحمض المعدي. يشمل العلاج الثلاثي:

العلاج الثلاثي

  • كلاريثروميسين.
  • أموكسيسيللين.
  • مثبطات إفراز الحمض المعدي مثل:
  • لانسوبرازول.
  • إيسوميبرازول.
  • بانتوبرازول.
  • رابيبرازول.
  • الميترونيدازول.

أظهرت الدراسات فعالية كبيرة لدواء الميترونيدازول عند استخدامه في العلاج الثلاثي، حيث يستمر العلاج لفترة أربعة عشر يوماً، ثم يُعاد إجراء الفحوصات للتأكد من القضاء على الجرثومة.

  • نسعى لتجنب إعادة العدوى وظهور مقاومة البكتيريا ضد المضادات الحيوية، وهو أحد التحديات التي يمكن مواجهتها.
  • من الضروري على الأهالي تقديم وجبات غذائية صحية ومنتظمة لتخفيف الأعراض.
Published
Categorized as الصحة والطب