خشونة الركبة هي أحد الأمراض الشائعة التي تؤثر على الكثير من الأفراد، وخاصة النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن الخمسين عامًا. تتعدد أعراض وآثار هذه الحالة، بالإضافة إلى الأسباب التي تؤدي إليها، وهو ما سنتطرق له في هذا المقال، وكذلك سنستعرض بعض أساليب الوقاية الممكنة لتجنب هذه المشكلة.
يُطلق على خشونة الركبة أيضًا مصطلح التهابات المفاصل، حيث تؤثر هذه الحالة على الركبة من خلال تآكل الغضاريف التي تحمي المفصل من الاحتكاك المباشر بين العظام. يؤدي ذلك إلى ضعف الغضاريف وفقدانها لمرونتها، مما ينتج عنه تشقق في سطح الركبة وبالتالي فقدانها لأي غضاريف.
تُعتبر خشونة الركبة حالة شائعة بين الأفراد، حيث تتزايد نسبة الإصابة بين النساء مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك إلى وجود عوامل وأسباب خاصة بالنساء تسهم في زيادة احتمالية الإصابة.
تتراوح عادةً أعمار الأفراد المصابين بين الخمسين والستين عامًا، ومن الجدير بالذكر أن أعراض خشونة الركبة قد لا تختفي بشكل كامل حتى بعد العلاج.
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى خشونة الركبة وتسبب آلامًا شديدة للمصابين. من أبرز هذه الأسباب:
يعتبر التقدم في العمر من أبرز أسباب خشونة الركبة، حيث يتناقص قدرة الجسم على تجديد خلاياه مع تقدم الزمن، مما يؤثر سلبًا على صحة المفاصل.
زيادة الوزن تعد من العوامل الرئيسية المؤدية إلى خشونة الركبة، خاصة بين النساء، حيث يشكل الوزن الزائد ضغطًا شديدًا على المفاصل.
تشير الدراسات العلمية إلى أن العوامل الوراثية لها تأثير واضح على إصابة بعض الأفراد بخشونة الركبة.
تساهم العادات الخاطئة في الإصابة بخشونة الركبة، مثل الجلوس لفترات طويلة بأوضاع غير مناسبة واستخدام الدرج بشكل مفرط.
إذا كان الفرد يعاني من أمراض مفاصل أخرى كالالتهاب الروماتويدي، فمن المحتمل أن تزيد احتمالية إصابته بخشونة الركبة.
تتعرض الركبة للإصابة في حالات معينة، مما قد يؤدي إلى خشونة الركبة.
الإجهاد المتكرر على الركبة قد يؤدي إلى تآكل الغضاريف المحيطة بها بسبب الضغط الزائد.
قد تؤدي الاضطرابات الهرمونية إلى زيادة خطر الإصابة بخشونة الركبة.
تتطور أعراض خشونة الركبة تدريجياً على مدى السنوات، حيث تظهر علامات أولية تؤشر على الإصابة. ومن أبرز هذه الأعراض:
يشعر المصابون عادةً بألم متوسط قد يتراوح بين الخفيف والشديد، ويزداد الألم بعد ممارسة الأنشطة البدنية، خاصة في حال زيادة الضغط على الركبة.
يعتبر تيبس مفصل الركبة من الأعراض الشائعة، وقد يزداد سوءًا بعد فترات طويلة من الجلوس.
عندما يفقد الفرد القدرة على تحريك ركبته أو ثنيها بشكل طبيعي، فهذا يعد مؤشرًا على الإصابة بخشونة الركبة.
الانتفاخ الواضح في منطقة الركبة يعتبر من العلامات الدالة على خشونة الركبة.
في مراحلها الأولى، قد لا تظهر أعراض خشونة الركبة. لذا، للتأكد من الإصابة، يجب الاعتماد على تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي واختبارات السوائل في المفاصل.
عند معاناة الفرد من آلام في الركبة، سيقوم الطبيب المعالج بالاستفسار عن التاريخ الطبي للفرد وعائلته، ثم يتم إجراء فحص جسدي شامل للاطمئنان على حالة المفاصل.
يتطلب ذلك فحص مدى حركة المفصل والتأكد من وجود أي ضرر في منطقة الانتفاخ، مع ضرورة فهم الألم المشتكى منه، سواء كان دائمًا أو عند اللمس.
يفضل أيضًا استخدام التصوير بالأشعة السينية لتشخيص الضرر المحتمل في مفصل الركبة، بالإضافة إلى إجراء تحاليل للتأكد من عدم وجود أمراض مشابهة كالنقرس أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي بنسبة 100% لخشونة الركبة. ومع ذلك، يجب عدم الاستسلام للألم، بل يمكن التخفيف من الأعراض من خلال العلاج الطبيعي وبعض التغييرات في نمط الحياة.
تشمل الطرق المتبعة للتخفيف من الآلام تغيير نمط الحياة، مثل الحفاظ على وزن صحي وممارسة تمارين رياضية مناسبة تحت إشراف متخصص. ويمكن أيضًا استخدام العلاجات البديلة مثل الأعشاب للمساعدة في تسهيل الأنشطة اليومية للأشخاص المتأثرين.
في حالات نادرة، إذا لم تنجح الطرق العلاجية الأخرى، قد يكون من الضروري إجراء جراحة لإصلاح أو استبدال مفصل الركبة.
يُعتبر العلاج الطبيعي الخيار الأكثر فعالية حاليًا لمعالجة خشونة الركبة بعيدًا عن الأدوية أو التدخل الجراحي.
تتنوع وسائل العلاج الطبيعي والتي يستخدمها الأخصائي للحصول على أفضل النتائج، ومنها:
أجهزة التحفيز العصبي والكهربائي، المعروفة باللغة الإنجليزية باسم “Transcutaneous Electrical Nerve Stimulation-Tens”، تقوم بإرسال نبضات كهربائية من خلال أقطاب لزجة موضوعة على جلد المريض، مما يساعد في تخفيف الألم.
يجب على الأخصائي تحديد قوة النبضات وعدد الجلسات اللازمة لعلاج المريض.
تتمثل إحدى طرق العلاج الطبي الفعالة في استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة على مفاصل الركبة، لتخفيف الألم. تعمل الكمادات الباردة على تقليل الالتهابات، بينما تُستخدم الكمادات الساخنة لتخفيف التيبس.
العلاج اليدوي المعروف باللغة الإنجليزية باسم “Manual Therapy” يساعد على الحفاظ على مفاصل الجسم، حيث إن عدم استخدامها يؤدي إلى تدهور قوة العضلات وزيادة تصلب المفاصل بسبب خشونة الركبة.
توفر الأجهزة المساعدة التي يقترحها أخصائي العلاج الطبيعي دعمًا للأفراد الذين يعانون من صعوبة في الحركة بسبب الخشونة.
تشمل هذه الأجهزة العكازات والمشايات، بالإضافة إلى الأحذية الخاصة التي تساعد في توزيع الوزن بالتساوي.
يعمل الأخصائي على وضع جدول زمني للمريض لممارسة التمارين بشكل منتظم، للحفاظ على قوة العضلات المحيطة بالركبة ومرونتها.
من المهم الالتزام بالجدول الزمني، حيث إن ممارسة الرياضة بدون تنظيم يُمكن أن تؤدي إلى تفاقم حالة المفصل.
تعتبر الزيوت الطبيعية والأعشاب من المصادر المهمة للعلاج البديل. يجب استشارة الطبيب قبل تناولها للتأكد من عدم تفاعلها مع الأدوية. إليك بعض الأعشاب الفعالة:
الكركم بمكوناته الفعالة يُعرف بقدرته على تقليل الالتهابات وتخفيف الألم، لكن يجب تناوله بحذر لمنع أي آثار سلبية محتملة خاصة لدى مرضى النزيف.
الزنجبيل يساعد على تخفيف الالتهابات وآلام الركبة، ومن المستحسن تناول جرعات صغيرة يوميًا.
ومع ذلك، يجب الحذر من إمكانية حدوث نزيف، خاصةً عند تناول أدوية مميعة للدم.
تشير دراسات إلى أن تناول أوميجا 3 يساعد في تقليل آلام وتورم المفاصل، وينبغي الحصول عليه من مصادره الطبيعية مثل السمك.
يعتبر زيت الزيتون غنيًا بمضادات الالتهابات ومضادات الأكسدة، مما يعزز الصحة العامة للمفاصل.
على الرغم من عدم إمكانية منع خشونة الركبة بالكامل، إلا أنه يمكن تقليل فرص الإصابة من خلال اتخاذ بعض الاحتياطات. ومن أبرز طرق الوقاية:
التزامك ببرنامج رياضي منتظم يساعد في الحفاظ على صحة مفاصل الركبة. يُفضل تجنب أنشطة مثل الجري وحمل الأوزان الثقيلة، والاستعانة بالسباحة كبديل.
يجب العمل على تحسين وضعية الجسم مع تجنب البقاء في وضع واحد لفترات طويلة. تأكد من وضعية الكرسي والمكتب أثناء العمل.
تعمل العضلات القوية على دعم المفاصل، لذلك يجب ممارسة تمارين هوائية لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا لتعزيز صحة العضلات والمفاصل.
يجب تجنب الوزن الزائد الذي يسبب ضغطًا على مفاصل الجسم، مما يزيد من فرصة الإصابة بخشونة الركبة.
أحدث التعليقات