تُظهر بعض النساء علامات وأعراض توسع عنق الرحم بينما لا تظهر عند أخريات. وبناءً على ذلك، قد لا تتمكن المرأة من التعرف على بدء عملية التوسع إلا بعد إجراء فحص روتيني من قبل الطبيب لعنق الرحم في مراحل متقدمة من الحمل، أو من خلال استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية.
من الجدير بالذكر أن اتساع عنق الرحم يختلف من امرأة لأخرى، كما يتباين أيضاً بين مختلف حالات الحمل. فقد يبقى عنق الرحم مغلقًا لفترات طويلة لدى الأمهات اللواتي يلدن لأول مرة، بينما يمكن أن يبدأ بالتوسع لدى الأمهات اللاتي سبق لهن الولادة قبل أسابيع من موعد ولادتهن. عموماً، قد تعاني بعض النساء من واحد أو أكثر من الأعراض التالية كجزء من تجربة توسع عنق الرحم:
تشعر النساء الحوامل بألم حاد في منطقة المهبل مع اقتراب موعد الولادة، وينجم هذا الألم عن الضغط الناتج عن رأس الطفل على الأعصاب أثناء النزول إلى منطقة الحوض.
تعتبر الانقباضات المنتظمة للرحم علامة قوية على دخول المرأة مرحلة المخاض. خلال المخاض المبكر، قد تتباعد التقلصات بمعدل يتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، ونتيجة للتقدم في الوقت، من المحتمل أن تتقلص هذه الفترات إلى 10 أو 15 دقيقة أو أقل. وعندما تكون الفترة الفاصلة بين كل انقباضة وأخرى 5 دقائق، فهذا يعني أن عملية الولادة أصبحت وشيكة، مما يستلزم التوجه إلى أقرب مستشفى.
بالإضافة إلى الانتظام في الانقباضات ونقص الفترة بين كل إنقباضة وأخرى مع اقتراب وقت الولادة، تتسم هذه الانقباضات بعدة خصائص، من أبرزها:
يُغلق عنق الرحم خلال فترة الحمل بواسطة سدادة مخاطية سميكة تمنع انتقال البكتيريا إلى الرحم. وفي الأسابيع الأخيرة من الحمل، قد تخرج هذه السدادة من خلال المهبل على شكل إفرازات وردية أو شفافة أو متدرجة في اللون الدموي، وهو ما يحدث عادةً قبل عدة أيام من بدء المخاض أو في بدايته، ويعتبر علامة قوية على توسع العنق. ومع ذلك، إذا كان النزيف غزيرًا كما يحدث في الدورة الشهرية، يُنصح باستشارة الطبيب للحصول على الرعاية الطبية الفورية، حيث قد يدل النزيف الغزير على وجود مشكلة معينة.
يجب التنبيه أن الدم الأحمر الصافي عادةً لا يرتبط بتوسع عنق الرحم، بل قد يمثل مضاعفات صحية خطيرة مثل انفصال المشيمة أو انزياح المشيمة، والذي يحدث عند انخفاض المشيمة في الرحم وتغطيته جزئيًا أو كليًا لعنق الرحم.
تزداد حاجة المرأة الحامل إلى التبول نتيجة لنزول رأس الطفل في الحوض وضغطه على المثانة، مما يؤدي إلى الشعور بتكرار الحاجة للتبول.
يبدأ عنق الرحم بالتوسع ليصل قطره إلى المستوى المطلوب لحدوث الولادة الطبيعية، وتنقسم مراحل الولادة إلى ثلاث مراحلة رئيسية:
تعتبر المرحلة الأولى هي الأطول بين المراحل الثلاث، حيث تبدأ عند الإحساس بانقباضات منتظمة تسمح بانتقال الجنين إلى قناة الولادة. وتنقسم هذه المرحلة إلى قسمين: المرحلة النشطة والمرحلة الكامنة. لا توجد قاعدة علمية تحدد المدة التي تستغرقها هذه المرحلة، حيث قد تمتد المرحلة الكامنة من عدة ساعات إلى عدة أيام، بينما تتراوح المرحلة النشطة بين 0.5 سم إلى 0.7 سم في الساعة. يعتمد معدل اتساع عنق الرحم على ما إذا كانت هذه هي الولادة الأولى للمرأة أم لا، حيث يميل التوسع إلى أن يكون أسرع لدى النساء اللاتي سبق لهن الولادة. بوجه عام، يُتوقع حدوث اتساع منتظم لعنق الرحم كل ساعة فور بدء المرحلة النشطة من المخاض، ولكن كثير من النساء لا يبدأن بالتوسع بانتظام حتى يصلن إلى حوالي 6 سم. وتكتمل المرحلة الأولى من المخاض مع توسع عنق الرحم بالكامل إلى 10 سم.
يمكن أن تستمر هذه المرحلة، التي تمثل مرحلة ولادة الطفل، من دقائق حتى عدة ساعات. تشجع المرأة على دفع طفلها خلال الانقباضات، وقد تحتاج إلى دفع قليل فقط أو إلى دفع لفترة أطول. يُنصح بأن تتم عملية الدفع خلال الانقباضات مع الاستراحة بين كل انقباضة وأخرى، حيث تحدث الانقباضات عادة كل 2-3 دقائق، ومدة كل انقباضة تتراوح بين 60-90 ثانية، وتنتهي هذه المرحلة بعملية الولادة.
تستمر هذه المرحلة عادة من 5 إلى 30 دقيقة، حيث يتم دفع المشيمة خارج الرحم. يمكن تسريع هذه العملية عن طريق وضع الطفل على صدر الأم للرضاعة، وقد تستمر هذه المرحلة في بعض الأحيان لأكثر من ساعة لضمان عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
يجوز أن يستخدم الطبيب بعض الأدوية أو الطرق اليدوية لتحفيز اتساع عنق الرحم، لكن هناك أيضًا عدة طرق يمكن للحامل اتباعها للمساعدة في ذلك، مثل:
تختلف الأعراض المرتبطة بتوسع عنق الرحم من امرأة لأخرى من حيث المدة والشدة والإمكانية، ولكنها غالبًا ما تدل على اقتراب موعد الولادة. تشعر بعض النساء بألم في منطقة الحوض وزيادة في الإفرازات المخاطية، بجانب شدة الانقباضات وقصر الفترة بينها. تتضمن عملية اتساع عنق الرحم ثلاث مراحل تختلف من حيث المدّة ونسبة الاتساع، ويُنصح دائمًا الحوامل بتقليل التوتر، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني واتباع الارشادات الطبية.
أحدث التعليقات