يعتبر النوم عنصرًا أساسيًا في الروتين اليومي للناس، حيث يقضي معظم الأفراد حوالي ثلث وقتهم في النوم. إن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد في الأوقات المناسبة يعد ضرورة للعيش، تمامًا مثل الحاجة إلى الغذاء والماء. دون النوم الكافي، يصعب على الإنسان تشكيل المسارات العقلية اللازمة للتعلم وتكوين الذكريات، مما يؤثر أيضاً على قدرته على التركيز والاستجابة. يُلاحظ أن تأثير النوم يمتد ليشمل جميع أنسجة الجسم وأجهزته تقريبًا، بما في ذلك الدماغ والقلب والرئتين. يلعب النوم دورًا حيويًا في العديد من وظائف الدماغ، مثل كيفية تواصل الخلايا العصبية مع بعضها، وإزالة المواد السامة التي تتراكم أثناء فترات اليقظة. كما أن النوم يعزز عمليات التمثيل الغذائي، ويعزز وظيفة الجهاز المناعي، ويزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر النوم على الحالة النفسية للفرد. توضح الدراسات أن نقص النوم المستمر وجودته السيئة قد يرفعان من خطر الإصابة بمشكلات صحية متعددة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والسمنة، والاكتئاب.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من العناصر الكيميائية، والأحماض الأمينية، والإنزيمات، والعناصر الغذائية، والهرمونات تعمل معًا لتعزيز جودة النوم وتنظيم دورة النوم. تشمل هذه العناصر: التريبتوفان، الميلاتونين، الكالسيوم، البوتاسيوم، المغنيسيوم، السيروتونين، الهستامين، بالإضافة إلى حمض الفوليك، ومضادات الأكسدة، وفيتامين د، وفيتامين ب المركب، والزنك، والنحاس. وهناك العديد من الأطعمة والمشروبات الغنية بهذه المكونات، مما يساعد على تحسين جودة النوم. من بين هذه الأطعمة والمشروبات نجد:
من المهم معرفة أن مقدار النوم الذي يحتاجه الفرد يعتمد على عدة عوامل، منها العمر. يحتاج حديثو الولادة من 0-3 أشهر إلى حوالي 14-17 ساعة من النوم يوميًا، بينما يحتاج الأطفال بين 4-11 شهرًا إلى 12-15 ساعة. الأطفال الصغار من سنة إلى سنتين يحتاجون إلى 11-14 ساعة، وأطفال مرحلة ما قبل المدرسة (3-5 سنوات) يحتاجون إلى 10-13 ساعة. أما الأطفال في سن المدرسة (6-13 عامًا) فيحتاجون من 9-11 ساعة، في حين أن المراهقين (14-17 عامًا) يحتاجون إلى 8-10 ساعات. معظم البالغين يحتاجون من 7-9 ساعات كل ليلة لضمان النوم الجيد، وتجدر الإشارة إلى أن النساء الحوامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى قد يحتاجن إلى مزيد من ساعات النوم.
أحدث التعليقات