تعتبر عملية إزالة غضروف الركبة من العمليات الجراحية الشائعة، إلا أن هناك مخاطر متعددة وعيوب مرتبطة بها. يعاني الكثير من الأفراد، في مختلف الفئات العمرية، من مشكلات في الركبة، مما يدفعهم للبحث عن حلول مناسبة. تعد عملية إزالة غضروف الركبة واحدة من أكثر الطرق المستخدمة، حيث يمكن إجراؤها إما عن طريق الجراحة التقليدية أو بواسطة الليزر. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن هذه العملية قد لا تكون الحل الأمثل، حيث أظهرت بعض الأبحاث أن المرضى قد لا يشعرون بتحسن في الألم أو القدرة على الحركة بعد إجراء العملية.
الغضروف هو نوع خاص من الأنسجة في جسم الإنسان، ويتسم بكونه خالياً من الأعصاب والأوعية الدموية. تتكون خلايا الغضروف من مادة هلامية تعمل على تغذية هذه الخلايا. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الغضاريف وهي:
ـ الغضاريف الليفية.
ـ الغضاريف الزجاجية.
ـ الغضروف المفصلي.
يحدث تلف غضروف الركبة عندما تحتك العظام ببعضها، مما يؤدي إلى الشعور بالألم. ومن الأسباب التي تؤدي إلى تأكل الغضاريف:
تؤدي العديد من الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب الفقرات إلى تلف الغضروف.
يمكن أن يؤدي تآكل الغضروف إلى هشاشة العظام، مما يسهم في تمزق الغضروف مع مرور الوقت.
قد يحدث الاصطدام نتيجة ضربة مباشرة قوية، أو بسبب حوادث السيارات، كما يعاني بعض الرياضيين من تلف المفاصل، خاصة في الرياضات التي تتضمن الاصطدام مثل المصارعة أو كرة القدم.
الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة يكونون أكثر عرضة لتآكل الغضاريف وتلف الركبة مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن صحي.
فترات الخمول أو عدم الحركة لفترات طويلة قد تؤدي إلى تآكل الغضروف، لذا ينبغي ممارسة الحركة بشكل منتظم لتقليل هذه المخاطر.
تستغرق عملية إزالة غضروف الركبة عادةً من ساعة إلى ساعة ونصف، بينما تستغرق الإجراءات بالمنظار أقل من 30 دقيقة، وغالباً ما يحتاج المريض للبقاء ليلة واحدة في المستشفى بعد العملية. يتعلق نوع التخدير المختار بحالة المريض، وقد يشمل التخدير العام أو النصفي، حيث يبقى المريض واعيًا أثناء الجراحة، أو التخدير الموضعي المركز على منطقة المفصل فقط.
كشفت الأبحاث أن عمليات إصلاح الغضروف أو المناظير ليست فعالة، بل قد تمثل مضيعة للوقت والمال، حيث قد تؤدي إلى مزيد من المشكلات مثل هشاشة العظام أو التهاب المفاصل. كما يمكن أن يتسبب الثقب المستخدم في إجراء المنظار بأضرار شديدة ويؤدي إلى الألم والتصلب بعد العملية. وبالتالي، الأضرار المحتملة متشابهة سواء تمت العملية بشكل جراحي أو عبر المنظار.
هناك العديد من المضاعفات المحتملة بعد العملية، والتي تشمل:
يمكن أن يتعرض المريض لتصلب المفصل، حيث يحدث خطأ في التئام الأنسجة نتيجة التورم المستمر، ما يستلزم إجراء عمليات تأهيل لاحقة.
قد يحدث التورم نتيجة التهاب داخل المفصل، ويكون المرضى الذين خضعوا لمنظار الركبة الأكثر عرضة لهذا الحالة. تستمر الدهون وقد تتفاقم، مما يؤدي إلى نزيف داخل الركبة. يمكن استخدام ضمادات الضغط أو الثلج لتخفيف التورم.
الكثير من المرضى الذين يجري لهم عمليات إزالة غضروف الركبة يكون لديهم تلف فعلي مسبق، وتعتبر هذه العمليات ليست العلاج المثالي لالتهاب مفاصل الركبة، فقد تتدهور حالتهم بسرعة وقد يحتاجون لاستبدال الركبة بعد ذلك.
تشمل المخاطر الأخرى ما يلي:
هناك احتمالات بسيطة لحدوث تجلط الدم بعد العملية، والتي يمكن أن تحدث لأي شخص بعد أي جراحة. ومع ذلك، فإن بعض الأفراد يكونون أكثر عرضة لتلك الحالة، حسب وضعهم الصحي.
يمكن أن تظهر العدوى في المنطقة المحيطة بالجروح الناتجة عن العملية، والتي قد تكون سطحية أو داخل المفصل.
على الرغم من أنه لا توجد حالات شائعة للوفاة بعد إجراء العمليات، إلا أن هناك احتمالاً ضئيلاً جداً لوقوعها، حيث لا تتجاوز نسبة الوفاة 0.03.
هناك خطوات وإجراءات يمكن اتخاذها لتقليل مخاطر عمليات غضروف الركبة والمضاعفات المحتملة. لذا يتعين على المرضى الانتباه للإشارات التالية التي قد تستدعي استشارة الطبيب سريعًا:
ـ وجود نزيف في موقع العملية.
ـ ظهور علامات غير متوقعة مثل الحمى أو تعرق شديد أو قشعريرة.
ـ الألم أو التورم في الساق أو الركبة.
ـ الإحساس بصعوبة في حركة الساق.
يجب الاهتمام بنظافة الجرح، وعدم إزالة الضمادات المقررة إلا من قبل الطبيب. كما يجب على المريض ممارسة حركة عضلات ساقه بشكل دوري، وتناول الأدوية وفق تعليمات الطبيب. في حالة الشعور بألم مستمر أو حدوث مضاعفات، يجب إبلاغ الطبيب فورًا لضمان التعامل مع الوضع في الوقت المناسب.
نود الإشارة إلى أن هناك آراء طبية تحذر من إجراء عمليات أو مناظير غضروف الركبة، مشيرة إلى عدم وجود فرق كبير في النتائج، ومن الأفضل اتباع العلاج الطبيعي.
في ختام هذا المقال، تم توضيح الجوانب المتعلقة بعملية غضروف الركبة، والأضرار المحتملة التي قد تنجم عنها، بالإضافة إلى الأخطار والمضاعفات التي قد تطرأ بعد العملية.
أحدث التعليقات