يتسبب الربا في مجموعة من الأضرار، التي تؤثر على الأفراد والمجموعات والمجتمع بشكل عام. في الإسلام، يُعتبر درء المفاسد أولى من جلب المنافع، ولهذا السبب تم تحريمه؛ حيث أن أضراره تتفوق على منافعه وتطال مجالات الحياة المختلفة. فيما يلي، سنستعرض بعضاً من هذه الأضرار:
تتركز الأضرار الاجتماعية الناجمة عن الربا في النقاط التالية:
تتمثل الأضرار الاقتصادية الناتجة عن الربا في النقاط التالية:
تشمل الأضرار الإنتاجية المترتبة على الربا النقاط التالية:
في اللغة، يُعرف الربا بأنه: الزيادة والنمو، إذ يمكن أن تكون الزيادة في الشيء نفسه أو فيما يقابله كرؤية زيادة في قيمة الدرهم. أما في التعريف الشرعي، فإنه يُشير إلى الزيادة في مقدار أحد النوعين من الأموال عن مقدار الآخر، بشرط أن يكونا من نفس الجنس، مثل بيع دينار بدينارين، ويشير الربا إلى ما يتم بين الطرفين دون القبض بعد تفريقهما، أو بتأجيل التسليم.
لمزيد من التفاصيل حول الربا وتعريفه، يُمكن الرجوع إلى المقالة: ((ما تعريف الربا)).
يُعرف ربا الفضل في اللغة بأنه مصدر من الفعل (فضل)، ويعني زيادة الشيء عن حده. أما في الاصطلاح الشرعي، فهو الزيادة في أحد البدلين عن الآخر من الأموال الربوية في حال اتحدت في الجنس. وقد أوضح رسول الله الأصناف الربوية بقوله: (الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح). ومن صوره المعاصرة بيع الذهب القديم بالذهب الجديد، حتى مع اختلاف الوزن في حال تم التقابض في المجلس.
لمزيد من المعلومات عن ربا الفضل، يُمكن الرجوع إلى المقالة: ((تعريف ربا الفضل)).
يُحرم ربا الفضل في الأصناف الستة: الذهب، والفضة، والقمح، والشعير، والتمر، والملح، سواءً كان البيع حالاً أو مؤجلاً؛ وذلك استناداً إلى نصوص القرآن والسنّة والإجماع. ويتضح ذلك بمزيد من الحجج:
يعني النسيء في اللغة: التأخير أو التأجيل، ويُستخدم في صيغة “باعه نسيئة”، أي بتأخير دفع الثمن. أما في الاصطلاح الشرعي، فهو الزيادة التي تُؤخذ مقابل تأجيل موعد قضاء الدين إلى موعد جديد، وهو النوع المعروف في الجاهلية.
أجمع العلماء على تحريم ربا النسيئة، وكان معروفاً في الجاهلية قبل أن يرد تحريمه في الشرع بقول الله: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا). وقد كان الرجال يُقرضون المال على أن يُعاد بزيادة محددة بعد فترة معينة، ويوجد نص من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوضح ذلك.
لمزيد من المعلومات حول أنواع الربا، يُمكن الرجوع إلى المقالة: ((أنواع الربا)).
قسم العلماء الأموال الربوية الستة المذكورة سابقًا إلى فئتين، حسب السبب وراء كل منهما، كالتالي:
واختلف الفقهاء في علة الربا كما هو موضح في الجدول التالي:
المذهب | ربا الفضل | ربا النسيئة |
---|---|---|
الحنفي | الوزن مع وحدة الصنف | الوزن أو وحدة الصنف |
المالكي | الثمنية مع اتحاد الصنف في الذهب والفضة، والادخار والاقتيات مع اتحاد الصنف في القمح والشعير والتمر والملح | الثمنية في الذهب والفضة، وما كان مطعوماً في باقي الأصناف |
الشافعي | الثمنية في الذهب والفضة، والإطعام في باقي الأصناف مع الاتحاد في الصنف | الثمنية في الذهب والفضة، والإطعام في الأصناف الأخرى |
الحنبلي | الوزن مع اتحاد الصنف | الوزن مع اتحاد الصنف |
اتفق المسلمون على تحريم الربا في الأصناف الستة عند اتحاد الجنس. يُشترط في البيع بين أصناف الفئة الواحدة من جنس واحد التماثل والتقابض، مثل الذهب مع الذهب أو التمر مع التمر. أما إذا كان البيع بين أصناف الفئة الواحدة مع اختلاف الجنس، فيُشترط التقابض فقط. وإذا كان بين الفئة الأولى والثانية، كالذهب مع القمح، فلا يُشترط التماثل ولا التقابض نتيجة اختلاف الجنس.
أما الأموال التي تحقق فيها علة الربا لكن ليست من الأصناف الستة، فقد اتفق الأئمة الأربعة على تحريم الربا فيها أيضاً، استناداً إلى الأدلة التالية:
حرّم الإسلام الربا ولم يقتصر تحريمه على الأمة الإسلامية فحسب، بل شمل اليهود أيضاً. وقد نهى الله عن الربا وعدّه من الظلم، حيث ذكر في أكثر من موضع في القرآن، وبيّن بركات الزكاة بالمقابل، لذا فقد وُعِد آكل الربا بعقاب. ومن الآيات الدالة على ذلك:
للمزيد من التفاصيل حول حكم الربا، يُمكن الرجوع إلى المقالة: ((حكم الربا في الإسلام)).
تتضمن أوامر الله وحكمه حكماً وغايات متعددة؛ لذا يتوجب على المسلم الالتزام بها. ومن الحكمة في تحريم الربا:
يُعتبر الربا من أكبر الذنوب، مما يستدعي الإسراع في التوبة. إذا أراد الشخص التوبة والتخلص من أموال الربا، يمكنه اتباع إحدي الحالتين:
أحدث التعليقات