تُعد أنماط النفس المذكورة في القرآن الكريم واحدة من الموضوعات المهمة في علم النفس البشري. يواجه العلماء والباحثون تحديات كثيرة في فهم النفس وكل ما يتعلق بتكوينها وألغازها، ليس بسبب شح المعلومات بل بسبب وفرتها وتعقيدها وتناقضاتها.
تمتاز النفس البشرية بالغموض الكبير، لكن الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء، وقد بيّن ذلك في كتابه الكريم.
تعريف النفس
-
تشير النفس إلى طبيعة الشخص وتصرفاته واهتماماته الشخصية، وغالبًا ما تُفهم على أنها تعبر عن رغبات الفرد.
-
تمثل النفس الجزء الداخلي للإنسان وهي تضم مشاعر ومواقف داخلية مثل الأخلاق.
-
تشمل الانفعالات والإدراك كما وصفها الله تعالى في كتابه.
-
قال الله تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” صدق الله العظيم.
-
يجب التفريق بين الروح والنفس، حيث أن الروح هي هبة من الله كما جاء في قوله تعالى.
-
“وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا” صدق الله العظيم.
أنواع النفس في القرآن الكريم
النفس المطمئنة
تُعتبر النفس المطمئنة من أرفع درجات النفس، حيث ترجع دائمًا إلى الله في جميع الأحوال.
تدعوا ربها في كل لحظة، سواء في الفرح أو الحزن، وتقبل بحكم الله. والدليل على ذلك قوله تعالى:
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” صدق الله العظيم.
شروط النفس المطمئنة
-
الاتساق في العمل وعدم التناقض في التصرفات.
-
البساطة والهدوء والدعاء قبل الشروع في أي أمر.
-
السعي نحو التطور والتقدم الحضاري.
-
دعم الأمة والمجتمع باستمرار.
-
التوكل على الله بتواضع، فالتواضع يرفع من شأن الأفراد.
-
الرضا بكل ما قدره الله.
-
تجنب التدخل في شؤون الآخرين والسعي نحو الإصلاح الداخلي.
النفس اللوامة
-
تتسم النفس اللوامة بالتقلب، فهي لا تستقر على حال وتجد نفسها عاجزة عن الرضا، سواء مع الخير أو الشر.
-
تُعاني صاحبها من الندم بعد ارتكاب المعاصي، وتفعل ما ينهاها الله عنه، مما يؤشر إلى التقصير في أداء العبادات.
-
كما قال الله سبحانه وتعالى “وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ” صدق الله العظيم.
-
هنا يُشير إلى أن الله يُقسم بالنفس اللوامة التي لا تُرضى بأي قضاء.
النفس الأمارة بالسوء
-
تدفع هذه النفس صاحبها لفعل المحرمات مثل شرب الخمر والسب واحتقار الآخرين.
-
كما جاء في قوله تعالى “إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي” صدق الله العظيم.
-
ينبغي للإنسان أن يحصّن نفسه من هذه النفس من خلال الالتزام بالعبادات والأدعية وقراءة القرآن الكريم، وتجنب الفواحش.
-
وهو ما يعكس قوله تعالى “ما أبرئ نفسي إن النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربي” صدق الله العظيم.
-
وقد عُرفت النفس الأمارة بهذا الاسم لأنها تأمر بفعل السيئات.
النفس الراضية
-
تُعتبر النفس الراضية من الأنفس التي تقبل بكل ما يقدره الله، وتظهر الشكر والحمد في كل الأوقات.
-
كما يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً” صدق الله العظيم.
النفس الكاملة
تُعرف النفس الكاملة بأنها تلك التي استقرت وكملت، وهي قريبة من الله تعالى، حيث تُخضع حياتها للعبادة وتعمل على إرضاء الله.
أدعية لتحصين النفس
-
“اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيءٍ، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان.
-
أعوذ بك من شر كل شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء.
-
وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين، وأغننا من الفقر.”
-
“اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدّي وهزلي.
-
وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت.
-
وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير.”
-
“اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي.
-
وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.”
-
“أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة. اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها.
-
إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها. اللهم إني أسألك العافية، هو الله الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم.
-
هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس، السلام المؤمن، المهيمن، العزيز الجبار، المتكبر، سبحان الله عما يشركون.
-
هو الله الخالق البارئ المصور، له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم.”
دعاء لتحصين النفس
-
“اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من عذاب القبر.
-
وأعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بك من فتنة الدجّال.”
-
“اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجُبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمساكين.
-
وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء.
-
وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسوء الأسقام.”
-
“اللّهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي.
-
ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي. اللّهُم احفظني من بين يدي، ومن خلفي.
-
وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.”
آيات قرآنية عن النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
-
“وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ” ﴿٤٥ المائدة﴾
-
“وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” ﴿١٥١ الأنعام﴾
-
“وما أبرئ نفسي إن النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربي” ﴿٥٣ يوسف﴾
-
“وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” ﴿٣٣ الإسراء﴾
-
“وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ” ﴿٦٨ الفرقان﴾
-
“وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ” ﴿٤٠ النازعات﴾
-
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ” ﴿٢٧ الفجر﴾
-
“يخادعون اللَّه والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم” ﴿٩ البقرة﴾
-
“أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ” ﴿٤٤ البقرة﴾
-
“وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ” ﴿٤٨ البقرة﴾
-
“عن نفس شيئًا ولا يقبل منها شفاعة” ﴿٤٨ البقرة﴾
-
“يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ” ﴿٥٤ البقرة﴾
-
“فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ” ﴿٥٤ البقرة﴾
-
“وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” ﴿٥٧ البقرة﴾
-
“وإذ قتلتم نفسًا فادارأتم فيها واللَّه مخرج ما كنتم تكتمون” ﴿٧٢ البقرة﴾
-
“وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم” ﴿٨٤ البقرة﴾
-
“ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم” ﴿٨٥ البقرة﴾
-
“أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ” ﴿٨٧ البقرة﴾
-
“بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ” ﴿٩٠ البقرة﴾
-
“وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” ﴿١٠٢ البقرة﴾
-
“لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم” ﴿١٠٥ البقرة﴾
-
“وما تقدّموا لانفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللَّه” ﴿١١٠ البقرة﴾
-
“واتقوا يومًا لا تجزِي نفس عن نفس شيئًا ولا يقبل منها عدل” ﴿١٢٣ البقرة﴾
أحدث التعليقات