أصناف الأخلاق في الفلسفة

لقد احتلت الأخلاق مكانة مهمة في الفلسفة على مر العصور، حيث سعى الفلاسفة لوضع تعريفات وتفسيرات متنوعة لها. كما وقد حاولوا وضع أسس وضوابط لتقييم القيم الأخلاقية المختلفة.

في سياق الفلسفة، تُعرف الأخلاق بأنها مجموعة من العادات والمبادئ السلوكية التي يتبناها مجتمع ما، مما يجعلها إلزامية لجميع أفراده.

فهم الأخلاق في الفلسفة

  • تُعنى الفلسفة عبر الزمن برصد الأخلاق، وتقديم تعريفات وتصنيفات متنوعة لها، إلى جانب وضع ضوابط وأسس لفهم قيمها.
  • يعتبر الفلاسفة الأخلاق دراسة معيارية للخير والشر، مع تركيز على القيم المثالية.
  • تُساعد الأخلاق الفرد على الارتقاء فوق الدوافع الغريزية، لاستخدام إرادته الحرة في اتخاذ قرارات سلوكية أخلاقية.
  • يرفض هذا التعريف اعتبار الأخلاق نتاجاً لما يحدده الآخرون، إذ ترتبط الأخلاق بالفرد ذاته ومنبعها ضميره ووعيه.
  • عندما نتناول الأخلاق، يتبادر إلى أذهاننا أسئلة حول الصواب والخطأ، لكن الفلسفة تستكشف أعمق من ذلك، لذا سنستعرض معاً الفروع الرئيسة التي تعنى بها الفلسفة في هذا السياق.

الأخلاق والتفكير الفلسفي

  • عند التفكير في الأخلاق، قد تتبادر إلى الذهن أسئلة مثل: هل عقوبة الإعدام صحيحة؟ هل الإجهاض يعتبر سلوكاً غير أخلاقي؟
    • هذا يدفعنا للتساؤل حول مواقفنا من قضايا المجتمع المتنوعة.
  • هل يسبب اختيارنا ضرراً للآخرين؟ يوجد عدة طرق للتفكير في الأخلاق، ويعني الفلاسفة أشياء مختلفة عند استخدامهم لهذه الكلمة.
    • لنناقش بعض الفروع الأساسية للأخلاق في الفلسفة.

الأخلاق في الفلسفة اليونانية القديمة

  • قد استمرت أفكار الفلاسفة حول الأخلاق لقرون طويلة، حيث تعود بدايات دراسة الأخلاق إلى الفلاسفة الإغريق القدماء.
    • حيث كان لهم الفضل في تطوير الأسس الأخلاقية.
  • كان هؤلاء الفلاسفة معنيين بكيفية تحسين الحياة في المدن، وإلهام طلابهم للتفكير في القضايا الأخلاقية.
  • تُعتبر شخصية سقراط إحدى الشخصيات المحورية في الفكر الفلسفي الغربي، حيث كان يظن بأن البشر بطبيعتهم يميلون للخير.
    • اعتقد أن كل فرد سيفعل الخيرات إذا ما عرف الخيار الصحيح.
    • هذا يتطلب مستوى عالٍ من الوعي الذاتي، حيث اعتبر سقراط أن المعرفة الذاتية تعتبر فضيلة.
  • تشاركه وجهة النظر نفسها تقريباً عدد من الفلاسفة القدماء مثل أرسطو، الذي اعتبر أن اتخاذ القرارات الأخلاقية يتطلب تحقيق الأفراد لإمكاناتهم.
    • هذا الوعي يمكنهم من اتخاذ قرارات حكيمة.
  • تعد “الفضيلة” مصطلحاً جوهرياً في هذا السياق، حيث عرّفها أرسطو على أنها القيام بالشيء الصحيح دائماً تجاه الآخرين.
    • امتلاك هذه الفضيلة يدفعنا لفعل الصواب، لكن ما هي الأسس الحديثة للأخلاق التي نتحدث عنها اليوم؟ دعونا نناقش تلك الأسس.

ما وراء الأخلاق

  • تركز الأخلاق الفوقية على مفهوم اتخاذ القرارات والأحكام الأخلاقية، ما الذي يعنيه اتخاذ القرار الأخلاقي؟
  • الأخلاق الفوقية لا تتعلق بالتمييز بين الفوز والخسارة، بل تهتم بفهم نظرية الأخلاق ذاتها.
    • أساساً، نحن بصدد استكشاف ما تعنيه القرارات الأخلاقية من حيث المبدأ.

كيف نحدد الصواب والخطأ؟ ولماذا؟

  • هذه هي الأسئلة الجوهرية التي تركز عليها الأخلاق الفوقية، حيث تنقسم إلى نوعين رئيسيين:
  • الواقعية الأخلاقية: تشير إلى وجود معايير أخلاقية موضوعية، وهي مستقلة عن الأفراد.
  • معاداة الواقعية الأخلاقية: تنفي وجود قيم أخلاقية موضوعية، حيث تعتبر القيم الأخلاقية تعبيرات فردية تعتمد على السياق الاجتماعي.
  • تقدم النظريات الأخلاقية إطارًا لاتخاذ القرار عند مصادفة القضايا الأخلاقية.
    • لأن هذه النظريات تعكس وجهات النظر التي يسترشد بها الأفراد عند اتخاذ القرارات.
  • تختلف كل نظرية بأبعادها، حيث تركز على جوانب مثل نتائج القرارات وواجبات الأفراد تجاه الآخرين، مما يسهم في تحديد ما يعتبر قرارًا صحيحاً أخلاقياً.
  • لتفهم كيفية اتخاذ القرار الأخلاقي، يحتاج الطلاب لمعرفة أن الأفراد لا يتبعون نهجاً واحداً عند اتخاذ القرارات.
  • لكي ندرك النظرية الأخلاقية بشكل أعمق، يتطلب الأمر فهم مجموعة من الأهداف التي يسعى صناع القرار لتحقيقها.
  • وتشمل هذه الأهداف الإحسان، وتقليل الضرر، واحترام الذات، والعدالة.

المبادئ الأخلاقية والمنفعة

  • مبدأ الإحسان يوجه صانعي القرار إلى التصرف بشكل صحيح، مما يجعل فكرة “فعل الخير” ملموسة.
  • هذا المبدأ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمبدأ المنفعة، الذي يشدد على ضرورة تحقيق أكبر فوائد ممكنة مقارنة بالأضرار.
    • فالهدف هو تسليط الضوء على النظريات الأخلاقية التي تدفع لتحقيق إنجازات خيرية.
  • اسس هذا المبدأ جوهره على النظرية الأخلاقية النفعية، والتي تناقش أيضاً أقل الأضرار الممكنة.
    • تتناول هذه النظرية المواقف التي لا يوفر فيها أي خيار فائدة واضحة.
  • يسعى صانعو القرار إلى اتخاذ خيارات تقلل من الأذى وتضر بأقل عدد ممكن من الأشخاص.
  • حيث يجادل العديد بأن الناس يتحملون مسؤولية أكبر في الامتناع عن الإيذاء، مقارنةً باتخاذ خطوات للمساعدة.
  • على سبيل المثال، يتحمل الطالب مسؤولية أكبر بالامتناع عن التعليق على معلمه.

احترام الاستقلالية

  • ينص هذا المبدأ على أن اتخاذ القرار يجب أن يتضمن تمكين الأفراد من الاستقلال.
  • من أجل اتخاذ قرارات تتعلق بحياتهم، ينبغي أن يكون للأفراد حرية التحكم في حياتهم قدر الإمكان.
  • لأنهم الوحيدون القادرون على فهم طبيعة خياراتهم الحياتية، اسأل الطلاب إن كانوا يوافقون على ذلك.
  • يستحق كل فرد الإحترام نظرًا لتجاربه الحياتية.
    • كما يمتلك فهمًا عميقًا لمشاعره ودوافعه وقدراته الجسدية.
  • بالتالي، يعتبر هذا المبدأ الأخلاقي استمراراً لمبدأ الإحسان، حيث يفضل الأفراد عادةً السيطرة على مسار حياتهم.

العدالة

  • ينص مبدأ العدالة على ضرورة أن يركز صانعو القرار على اتخاذ قرارات عادلة فيما يتعلق بجميع الأطراف المعنية.
  • يجب أن تتماشى القرارات الأخلاقية مع الإطار النظري السليم.
    • ما لم تتواجد ظروف خاصة تبرر الخروج عن هذا الإطار.
  • هذا يعني أنه يجب أن تحمل الظروف المخففة خصائص مهمة تجعل الاستثناء من القواعد مبرراً.
Published
Categorized as مقالات فلسفية عميقة