مفهوم التوبة في اللغة يعني الرجوع والعودة عن أمر ما، أما في السياق الشرعي فهي تتضمن الندم المصحوب بعزم قوي على عدم العودة إلى الذنب. تعتبر التوبة أيضا رحلة العودة من طريق الانحراف إلى سبيل الله المستقيم. ويتطلب تحقيق التوبة الصادقة صدق النية والندم الخالص أمام الله -تعالى-.
تتطلب صحة التوبة أن يكون العبد ملتزماً بالصدق في توبته لله، ويتجلى هذا الصدق من خلال إخلاص القلب والتعبير عن ذلك باللسان مصحوباً بأفعال تدل على التوبة. كما ورد في الآية الكريمة: (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)، حيث طلب منهم فعل شيء ملموس، مما أدى إلى مغفرة الله لهم. هذه التوبة تمثل أفضل أنواع التوبة، وتنقسم إلى ثلاثة أصناف حسب صدقها وإخلاص العبد فيها على النحو التالي:
تتطلب التوبة الصحيحة إلى الله توافر مجموعة من الشروط الأساسية، ومنها:
وضح علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مفهوم التوبة الصحيحة عندما دخل أحد الأعراب إلى المسجد وأعرب عن توبته بسرعة، قائلاً: “اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك”، ثم شرع في الصلاة. وبعد انتهائه، قال له علي: “سرعة اللسان بالاستغفار هي توبة الكذابين، وتوبتك بحاجة إلى توبة أخرى”.
سأله الرجل عن كيفية التوبة، فأجاب علي -كرّم الله وجهه- موضحاً معنى التوبة: “هي الندم على ما فات من الذنوب في الماضي، وإعادة أداء الفرائض المفقودة، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، وتوافق القلب مع الطاعة كما كان متوافقاً مع المعصية، واستشعار مرارة الطاعة كما استمتع بحلاوة الذنب، والبكاء بين يدي الله بدلاً من الضحك الذي كان يجلبه الذنب”.
أحدث التعليقات