يقال على لسان خليل مطران:
وَالجمالُ لفظٌ أنتَ مَبْنَاهُ
وَالأُنْسُ عهدٌ أنتَ جَنّتهُ
وَالعباراتُ روضةٌ أنتَ مَغناهُ
ارحم قلبًا في هواكَ ميلُهُ
مَضْنًى وقد أضناههُ حُميَاهُ
تمت برؤيتكَ المُنى فهي تحكي
حُلماً استمتعنا برؤياهُ
يا طيبَ عيني عندما تعاينها
يا سعدَ قلبي عندما تلاقاها
يقول مصطفى التل:
بعُدَتْ عن النظر الرقيق
هجرت مكانًا لم يكن يومًا
مزدحمًا بحضورها الأنيق
شَفَقِيّةُ الخَدّيـن
والثغر المعطر بالرحيق
يا ليت شانيها يجا
زىّ بالبعاد عن الصديق
يا حسنها وسط البناء
ت وكلهن لها رفيق
عيناي تتأمل جمالها
فغير ذلك لا يليق
إن الجمال دواء دا
ئك فليكن منك اللصيق
يقول كعب بن زهير:
كَأنّهُ مَنْهَلٌ بالراحِ معصومُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ من ماءٍ محنيٍ
صافٍ بأبطح أضحى وهو مشمولُ
تجلو الرياحُ القذى عنه وأفرطهُ
من صوب ساريةٍ بيضٍ يَعاليلُ
ويحها خُلَّةً لو أنها صدقت
ما وعدت أو لو أن النصح مقبولُ
لكنها خُلَّةٌ قد سيفت دمها
فجعٌ وولعٌ وإخلافٌ وتبديلُ
فما تدوم على حالٍ تكونُ بها
كما تلون في أثوابها الغولُ
وما تمسكت بالوصل الذي زعمت
إلا كما تمسك الماءَ الغرابيلُ
كانت مواعيد عرقوبٌ لها مثلاً
وما مواعيدها إلا الأباطيلُ
أرجو وآملُ أن يعجلن في أبدٍ
وما لهن طوال الدهر تعجيلُ
يقول المكزون السنجاري:
وفي طول عمري ليس يمكن عرضهُ
ونافلةً لي منك أصبحت تهجدي
بذِكْركَ يا من سنّةُ الحب فرضُهُ
وخالدُ وجدّي في هواكَ يزيدُهُ
من الجاهل اللاحي على العشق بغضهُ
وحق لمثلي أن يهيم بمثل من
سَما كل حسنٍ في البرية أرضهُ
يقول ابن المعتز:
وقد جفا حسنَه وزينتَه
والصدغ قد صدّ عن محاسنه
كصولجانٍ يرد ضَربتَه
تَرى هل اعتلّ مَن هَوَاهُ لنا
وجسمه ربّ فاشفِ علّته
أساخِطاً لا أُديم سخطته
أو سائلاً لا أُرد حاجته
يقول العباس بن الأحنف:
وتلذ عينيّ طول السهر
إذا أنا نادمتُه مرةً
كفاني به اللَّه ضوء القمر
إرعَ المنى واصلاً وإن هجرا
فاجزع فشر العشاق من صبرا
ما أحسن الصبر في مواطنه
لا عن حبيب لطيمةٌ بكرا
لم يستطع ظاهِر الوداع من العين
فأوحى السلام مستترا
يقول ابن الأبار البلنسي:
فما تقرُّ بشيء غير مرآك
للَّهِ طرفاي أضحى لا يشوقهما
إلا سناك وإلا طيب مغناك
قد أخجل الشمس أن الشمس غاربةٌ
ومذ تطلعتِ لم يغرب محياك
لا تبرزي لي في حلي وفي حللٍ
فالحسن غشّاك ما وشّى وحلاك
يا شغل عيني إذا لم أخشَ منكي نواً
وشغل قلبي إذا لم أرجُ لرؤياك
لا تستطيع حميّا الكرم تسكرني
وقد تساقطت سكرًا من حميّاك
سُمّيتِ بالجمال لما أنكِ خُصِصتِ به
فطابق اسمك يا حسناء مسماك
لا وأخذ الله إلا من يُعنفني
على هواك اعتداء وهو يهوىك
أخشاكِ غضبى كما أرجوكِ راضيةً
فكم أرجّيكي يا هذي وأخشاكِ
أبكي لبينك إن آبى الكرى أسفاً
يا سوء ما كلّفت عينيّ عيناك
ما أعجب الدهر يرجو أن ينسيني
هواك جهلًا ولا واللّه أنساك
وكيف أنسى عهودًا بالحمى سلفت
لا صبر لي عند ذكرها وذكراك
يقول محمد اسموني:
في الهوى بل أنت أولى
أي حبيبي لا تدنّـي
منه خذ دعماً وحملاً
منيتي عودٌ فدمعي
حار والأشجان حبلى
تائهٌ باكٍ حزينٌ
أعطني من فيك قولا
ليتني أشركت عقلي
في مخاضٍ وهو أسلى
حيث نبدي أي حلٍّ
قد نلاقي منه كفلاً
رغم حُمْقي إن حبي
ماثلٌ بل ليس قولا
شكل حب أرتضيه
منك إحسانًا وفضلا
لا تلومني من فراغٍ
لو أنا أبقيت سؤالًا
إنما لومي حسودا
كال لي غمّا وذلا
لا تزيدي في شقائي
فشقائي زاد فصلا
وشكاتي غير آهٍ
حين صار الوجد وصلا
عندما أعددت حالي
قلت لا تسرع فمهلا
حينها قدمت رجلاً
بعدها أخّرت رجلا
هل شغلت اليوم عني
أم ترين الأمر سهلا
كلما أثنيتِ عني
زدتِ إكرامًا وعدلا
لم يكن ما شئتِ مني
ذات يوم قطعت حلا
فإذا أنكرت ودي
لا أرى من بعد خِلا
يقول بشار بن برد:
ضاقَ من كتمانِهِ حتى علَن
لا تَلُم فيها وحسّن حبها
كل ما قرّت به العين حسن
يقول القاضي الفاضل:
في فؤادي أضعاف تلك الحجب
ما عهدنا والنائبات كثيرةٌ
أن ضيفًا يُضَام بين العرب
أغليلاً والماء فوق الثنايا
وهوانًا بين القنا والقضب
أين تلك الرسوم؟ أين تراها
تبعَت في الرحيل إثرَ الركب
أتُرى يا زمانُ أنت معنّى
بِرُباها كَمِثل قَلبِ الصبّ
زَفَرَت بالصَّبا صُدورُ الليالي
وبكت بالحيا جفون الشهب
يقول بلبل الغرام الحاجري:
لما رَنا بالغنج جفنه
صل مُدنِفًا قَصُرَت يَدا
عَنِ السُلُوّ وطال حزبُه
أسهرته فالنجوم في
كَسميره والوجدُ خدنُه
يا عاذلي في حُبِّهِ
مَهلا سُلوّي لا تظنّه
أرأيتَ قبل عذاره
خَدًّا سحيق المِسك ضمنّه
اللحظ صارمُه الصقي
لُإذا رَنا والقَدُّ لدنه
كُلٌّ له فَنٌّ وقَلبي
المستَهامُ هواكَ فنه
أَلِفَ الضنى لما هجر
تواصلَ التسهيدَ جفنه
ما كان ظني في هواك بِأَنَّ قلبي خابَ ظنّه
أحدث التعليقات