الأخلاق تُعتبر الأساس الذي يُبنى عليه السلوك الفردي في المجتمع. لبناء مجتمع صحي، يجب بالأساس تعزيز أخلاقه ومبادئه. ومن هذا المنطلق، فقد حظي شعر الأخلاق باهتمام كبير من قبل الشعراء العرب، وخاصة الشعراء القدماء الذين تناولوا موضوع الأخلاق الحميدة وسبل تعزيزها وحمايتها من الزوال. وفي هذا المقال، سوف نستعرض بعض الأبيات الشعرية حول الأخلاق للImam الشافعي.
إذا كنت ترغب في العيش حياة سليمة بعيدًا عن الأذى، فاجعل دينك دائماً موفورًا وعرضك محفوظًا.
احفظ لسانك عن ذكر عورات الآخرين، فنحن جميعًا نحمل عيوبًا، وللناس ألسنٌ.
إذا كشفت عيناك عيوبًا، فاحفظها وقل لأعينك: “للناس أعينٌ”.
عاشر الناس بمعروف، وسامح من أساء إليك، وادفع الأذى بالطرق الحسنة.
دَعِ الأيام تفعل ما تشاء، وكن راضيًا عند حكم القدر.
لا تجزع لأحداث ليالي الزمن، فالأحداث في هذه الدنيا لا تدوم.
كن قويًا عند الشدائد، وتحلَّ بخصال الكرم والوفاء.
وحتى لو زادت عيوبك في أعين الناس، وقيل مما يُحزنك أن يشعر الآخرون بها.
تستتر بسخائك، فكل عيب يُغطيه كما يُقال أن السخاء.
لا تُظهِر للمُعَادين أي ذل، فشماتة الأعداء من البلاء.
لا تنتظر اللّطف من البخيل، فلن تجد في النار ماءً للظمآن.
رزقك لا يزداد بالتعب، ولن ينقصه التأنّي.
لا حزن يدوم ولا فرح، فكل عيش فيه بؤس أو رخاء.
إن كنت ذا قلبٍ قنّوع، فأنت ومالك من هذه الدنيا سواء.
إذا نزل الموت بساحتك، فلا مكان مأهول ولا شيء يحدث.
وأرض الله واسعة، لكن إذا جاء القضاء يضيق الفضاء.
دَعِ الأيام تخبر كل لحظة، فلا تُغني عن الموت الأدوية.
لما عفوت ولم أُحقد على أحدٍ، أراحت نفسي من هموم العداوات.
إني أحيي عدوي عند رؤيته، وأدفع الشر عني بالتحيات.
وأظهر السعادة لمن أُبغضه، كعتبةٍ مُحبَبة في قلبي محبة الناس.
الدواء والداء هم في قربهم، والاعتزال يقطع أواصر المودة.
الناس مع الناس ما دام الحياء موجودًا بينهم، والسعادة لا شك تارة ثم هبات.
وأفضل الناس هو من يقضي حوائج الآخرين.
لا تمنع يد المعروف عن أحد، مادمت قادرًا، فالخير يرد.
اشكر فضائل الله إذ جعلت إليك حاجات الناس.
توفي قوم ولم تمت مكارمهم، وعاش قوم وهم بين الناس كالأموات.
إذا كنت ترغب في العيش بسلام وتكون دينك محفوظًا وعرضك مصونًا.
فلا تسمح للسانك أن يتحدث عن السوء، فكل منا يحمل عيوبًا، والناس لديهم أعين.
عاشر بمعروف، واغفر لمن أساء إليك، وادفع الأذى، ولكن بأسلوب حسن.
احمل نفسك دائماً على ما يزينها، تعش بسلام وجميل القول عنك.
لا تتوجه للناس إلا للتجميل، مهما كان دهره أو خذلان أحدهم.
وإن ضاق عليك الرزق اليوم، فاصبر حتى الغد لعلك تجد نكبات الدهر تزول.
لا خير في ودٍ متغير، إذا مالت الرياح يميل حيث تميل.
الكثير من الأصدقاء يتواجدون عندما تعدهم، لكنهم نادرون في الأوقات الصعبة.
من أبرز قصائد الشافعي في الأخلاق، هي قوله في مقام من يمتلك عقلًا وأدبًا.
دع أوطانكَ واغترب، فالسفر يخلق فرصة للشخص.
أظهر جهدك، فإن العيش الحلو في العمل والجهد.
إذا تراكد الماء، يُفسد، ولكن إذا تدفق، سيتجدد ويتغذى.
وكذلك الأسد، لو لم تترك الأرض لما انقضت.
والسهم كذلك، لو لم يفارق القوس لم يُصِب الهدف.
الشمس لو وقفت دائمًا، لملؤا الناس من مختلف الأعراق.
والذهب إذا بقي في أماكن معينة، يعد حجرًا.
أما الخشب في بيئته، يُعتبر نوعًا من الحطب.
فإذا غربت في تلك المساحة، تحظى بشيء عزيز.
احفظ لسانك أيها الإنسان، فإنه كالثور الذي قد يلدغك. كم في المقابر من قتيل لسانه، كانت تهاب المواجهة كل من حوله.
إذا شتموني شخصٌ غير نزيه، زادُتُ مكانتي، فليس العيب سوى كوني مُسبَبا لذلك.
إذا لم يكن لدي قيمة عند نفسي، لما استجبت لأي غير نزيه يعاديني.
لكنني أسعى لأكون نافعًا لصديقي، فحقٌ على الشبعان أن يتآلف مع جوعى.
“إن الفقيه هو الفقيه، بنطقه وأقواله، ورئيس بعينه هو بخلقه.”
“ليس الرئيس بعدد أتباعه، والغني ليس بغناه، بل بحاله.”
“يخاطبني السفيه بكل قبح، فأكره أن أكون له مجيبًا.”
“يزيد سفاهته، فأزيد حِلماً، كعودٍ زادت طيبه بالنار.”
رأيت القناعة رأس الغنى.
فصرتُ مُتمسكًا بأذيالها.
فلا أحد يرانى عند عتابه.
ولا آخر في موضعي مُتدلى.
فصرتُ غنيًا بلا درهم.
كما أمرُ على الناس شبه الملك.
أحدث التعليقات