يُعتبر تلاوة القرآن الكريم، مع التأمل في معاني آياته، من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم، استنادًا إلى قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُ الْأَلْبَابِ). لذا، فإن تدبر القرآن هو أحد الأهداف السامية التي أُنزل القرآن من أجلها. ولا يخفى أن قراءة القرآن تجلب أجورًا عظيمة، حيث إن كل حرف يُقرأ يُضاعف أجره، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ).
للاستزادة حول كيفية ختم القرآن، يمكنك الاطلاع على المقالة: ((كيفية ختم القرآن)).
يمكن للمسلم أن يُختم القرآن الكريم مرة واحدة خلال شهر رمضان من خلال قراءة جزءٍ يوميًا، حيث أن الجزء يعادل حوالي عشرين صفحة. يُمكن تقسيم هذا الجزء إلى أربع قراءات، تُقرأ في أربعة أوقات مختلفة، بحيث تكون كل قراءة عبارة عن خمس صفحات. تُقرأ الصفحات الخمس الأولى بعد صلاة الفجر، والخمس التالية بعد صلاة الظهر أو العصر، تتبعها خمس صفحات بعد صلاة المغرب، ثم تُقرأ آخر خمس صفحات بعد صلاة التراويح أو في وقت السحور. وبهذا، يستطيع المسلم إنهاء ختم القرآن بسهولة ويسر. كذلك يمكن تقسيم الجزء إلى خمسة أجزاء، حيث يُقرأ كل جزء مكون من أربع صفحات بين الأذان والإقامة لكل صلاة، مما يسهل ختم القرآن مرة واحدة في الشهر.
للمزيد من التفاصيل حول كيفية ختم القرآن في الشهر، يمكنك الاطلاع على المقالة: ((طريقة لختم القرآن في شهر)).
يمكن للمسلم أن يُختم القرآن مرتين خلال شهر رمضان بقراءة جزأين يوميًا، وذلك من خلال قراءة عشرة صفحات في أربعة أوقات مختلفة من اليوم، أو قراءة ثمان صفحات بين كل أذان وإقامة، أو بعد كل صلاة.
يستطيع المسلم ختم القرآن الكريم ثلاث مرات خلال شهر رمضان عن طريق تخصيص ساعة ونصف يوميًا للقراءة، مقسمة على ثلاث فترات خلال اليوم، chacune مدتها نصف ساعة. فيستطيع قراءة جزء في النصف ساعة الأولى، ثم جزء ثانٍ في النصف ساعة الثانية، وأخيرًا جزء ثالث في النصف ساعة الأخيرة، مما يمكنه من إتمام ثلاثة أجزاء في اليوم.
يمكن للمسلم أن يُختم القرآن الكريم في سبعة أيام، تماشياً مع منهج السلف الصالح، الذين كانوا يقسمون القرآن إلى سبعة أجزاء. يبدأون اليوم الأول بقراءة السور الثلاث الأولى، ثم يتبعونها بالسور الخمس التي تليها، تليها السور السبع، ثم التسع، يليها السور الإحدى عشر، ثم ثلاث عشرة سورة، وينهون اليوم السابع بقراءة السور المفصّل، بدءًا من سورة ق وحتى آخر سورة النّاس.
يمكن للمسلم أن يُختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام، عبر توزيع أوقات القراءة على خمسة أوقات يوميًا. يقرأ جزءًا بين الأذان والإقامة بعد أذان الفجر، بحيث يستغرق قراءة كل جزء حوالي عشرين دقيقة لمن يُجيد القراءة بسرعة مع مراعاة أحكام التجويد، ثم يخصص ساعة بعد صلاة الفجر لقراءة ثلاثة أجزاء، ويتبع ذلك جزئين بعد صلاة الظهر، وثلاثة أجزاء بعد صلاة العصر، وأخيرًا جزءًا بعد صلاة المغرب أو العشاء.
يُنصح المسلم الذي يسعى لتحقيق هدفه في عدد مرات ختم القرآن الكريم خلال شهر رمضان باتباع بعض الخطوات، منها:
يتكون القرآن الكريم من ثلاثين جزءًا، حيث يعبر الجزء عن مجموعة من الصفحات التي تُقدر تقريبًا بعشرين صفحة، ويتضمن كل جزء حزبين، بينما يتكون الحزب من أربعة أرباع. وقد جاء تقسيم القرآن في السنة النبوية، حيث رُوي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في بعض المناسبات: (قرَأتُ جزءًا مِن القُرآنِ). كما وُجد لفظ الحزب في حديث يروى عن عثمان بن عبد الله الثقفي، الذي ذكر: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تأخر علينا ليلةً، حتى طال ذلك علينا، فقالوا: ما أمكثك عنَّا يا رسولَ اللهِ؟ فقال: طرأ عليَّ حزبٌ من القرآنِ، فأردتُ ألَّا أخرجَ حتَّى أقضيَه).
أوضح حديث عبد الله الثقفي السابق كيفية تقسيم القرآن إلى أحزاب خلال عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة -رضي الله عنهم- حيث تم تقسيمه لسبعة أحزاب، يمكن تلخيصها كالتالي:
مرت تجزئة القرآن بمراحل مختلفة، بدأً من سبعة أجزاء، تلاها عشرون، حتى استقرت على ثلاثين جزءًا. وقد يهدف تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءًا إلى توافقه مع عدد أيام الشهر، مما يسهل على المسلم قراءة جزء يوميًا مع تدبره، وذلك لتخفيف العبء وتنظيم ختم القرآن.
للاستزادة عن مقالات ذات صلة، يمكنك الاطلاع على المقالات التالية:
أحدث التعليقات