لقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبرز أسماء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن بينها قوله -عليه الصلاة والسلام-: (لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب). كما نقل أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر أسماءً لنفسه، فقال: (أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة). وفيما يلي تفسير لأهمية هذه الأسماء:
كما أشار ابن حجر -رحمه الله- إلى عدد من الأسماء الأخرى للنبي -صلى الله عليه وسلم-، منها: الشاهد، والنعمة، والشهيد، والمزمل، والمُدثر، والهادي، والمُختار، والشفيع المشفع، والصادق المصدوق. وذكر عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- اسم المتوكل. وعلى الرغم من ذلك، ما يتفق عليه الكثيرون هو أن طه ويس ليسا من أسماءه، وإنما هي حروف افتتاحية في السور، كما أشار ابن القيم. أما الحديث المعروف: (خير الأسماء ما عُبد وحُمّد) فهو حديث ضعيف كما ذكر الألباني -رحمه الله-. ولكن الصحيح عنه أنه قال: (تسموا باسمي ولا تتكنوا بكنيتي)، وأحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن.
إن كثرة الأسماء والصفات التي تُعزى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تعد من دلائل نبوّته وعظمته، حيث بلَغ ذروة الكمال الإنساني، ولم يُمنح هذا الشرف من تعدد الأسماء غيره.
لقد خُلق الأنبياء بصورة حسنة، ولكن نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- تميز أكثر من غيره في الجمال والكمال من حيث الشكل والأخلاق. فقد منح الله -تعالى- نبيّه ميزةً خاصة، فكان متفرداً في مظهره وحركاته وروحه. لا عجب في ذلك فقد اختاره الله ليكون قدوة للناس. كان وجهه -صلى الله عليه وسلم- يتلألأ كقمر في ليلة البدر، ولونه مشرب بالحمرة، وكان يملك خاتم النبوة بين كتفيه. كان يتمتع ببلاغة في الكلام، عُمق في الفكر، وكانت ملامحه كالتالي:
يُعتبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نموذجاً للخلق الحسن، حيث عُرف بحسن تعامله مع أصدقائه وأعدائه على حد سواء. لقد بُعث ليكمل مكارم الأخلاق، وقد امتدحه الله في كتابه بقوله: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم). ومن أبرز صفاته:
تتفق الآراء العلمية على أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء، فهذه الحقيقة مُثبتة في القرآن الكريم حيث يقول الله -تعالى-: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين). وفي السنة النبوية يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنا بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فاجتمع الناس حوله يعجبون به، ويقولون: هلّا وُضعت هذه اللبنة؟ فقال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين). وهذا ما أكده العلماء في تفاسيرهم، حيث بيّنوا أن هذا الجانب مُتسق ومُعزز في الكتاب والسنة، لذا يُعتبر كل من ادعى النبوة بعده كاذبًا ومضللاً.
تجدر الإشارة إلى أن قراءة “خاتم” نطقاً مكسورة أو مفتوحة تعني نفس الشيء. وقد دلت بعض أسماء النبي على كونه خاتم الأنبياء، مثل اسم “العاقب” الذي يعني لا نبي بعده. إن الاعتراف بهذه الحقيقة يعد من أساسيات الإيمان، ومن ينكرها فهو في حالة جحود.
_______________________________________
الهامش
* مفلّجة: تباعد الأسنان كصفة جمال.
* حدقة: السواد المستدير داخل العيون.
* أقنى: ارتفاع وسط قصبة الأنف.
* أزجّ: طويل ومقوّس ورقيق.
* عنفقة: الشعيرات بين الذقن وأسفل الشفّة.
* العقب: العظم الموجود في عقب القدم.
أحدث التعليقات