يستعرض الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز مصير الذين أعرضوا عن دينهم في دنياهم، وهو ما يؤكده النبي -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث النبوية. فلا يوجد مستكبر عن طاعة الله وعبادته إلا وسيجد نفسه في الجحيم التي أعدها الله عقوبةً للمجرمين، خصصت لكل منهم بما يتناسب مع إجرامه وظلمه في الدنيا. وقد أعطى الله سبحانه وتعالى أهمية كبيرة لهذا التحذير، لدرجة أن كل سورة في القرآن تذكر العقاب الذي سينتظره الكافرون يوم القيامة. لم يكتف الله سبحانه بذلك بل شرح أشكال العذاب المختلفة، وجعل جهنّم متعددة الطوابق، مُسميًا إياها بأسماء تثير في النفوس إلى التفكير في عظمة ما سيعيشه من يُصلى جهنّم، فيكون ذلك موعظةً وتنبيهًا لهم.
قد وصف الله تعالى جهنّم بعدة أوصاف، منها: النار المشتعلة، ودار الهلاك، ومكان الورد القبيح. كما أطلق عليها أسماء عدة تحمل كل منها دلالة مختلفة للعذاب الذي ينتظر الكافرين. من الأسماء المذكورة في القرآن الكريم لجهنّم نجد:
يحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس من أن عذاب النار الموعود للكافرين والمجرمين سيكون أشد بكثير من أي نار يعرفها البشر في حياتهم. حيث يقول رسول الله: (نارُكم الَّتي تُوقِدونَ جزءٌ مِن سبعينَ جزءًا مِن نارِ جَهنَّمَ)، ويُضيف أن جهنّم اشتكت من حرارتها فأذن الله لها بنفَسَين؛ أحدهما في الصيف وآخر في الشتاء. كما أن أهل النار يُعذبون بالسلاسل والأغلال ويُجرّون منها، مما يزيد من شقاءهم، كما أشار الله تعالى في قوله: (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ). وهم في ضيقٍ وشدة، حيث المكان ضيق وقاسي.
بالنسبة لطعام أهل النار، فهو عبارة عن الغسلين والزقّوم، يأكلونه تحت الإضطرار، لكنه لا يسد جوعهم، بل هو مرٌ وصعب الهضم. إذا حاولوا شرب شيء يساعدهم، فإنهم يتلقون حميماً يغلي يُفصله عن أحشائهم، قال الله تعالى: (وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ). أما ملابسهم وفرشهم؛ فهي أيضًا مختارة من النار، ما يزيد من عذابهم. كما يصف النبي -صلى الله عليه وسلم- شكل الكافر تحت وطأة العذاب بقوله: (ضِرسُ الكافرِ أو نابُ الكافرِ مثلُ أُحُدٍ وغِلَظُ جلدِه مسيرَةٌ ثلاثٌ).
أحدث التعليقات