تحدث لهم بكلمات الحق، معتمدًا على الله تعالى، واثقًا بقوله: “وأفوض أمري إلى الله”.
يمكنكم التعرف على:
ما هو معنى “وأفوض أمري إلى الله”؟
يشرح علماء التفسير معنى قوله تعالى “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ” بأنه يعني ترك الشأن لله وحده ليدبره كما يشاء.
وهو أيضًا تسليم الأمور بعواقبها ونتائجها لله سبحانه وتعالى.
مؤمن آل فرعون كان يقوم بدوره في دعوة قومه وإرشادهم إلى طريق الحق.
عندما عصوه ودعوه للكفر، ذكرهم بأن الأمر في النهاية بيد الله، حيث فوض الأمر إليه القادر على رد كفرهم وطغيانهم.
وهذا يعكس مدى التوكل على الله واليقين بقدرته في كفايته لعباده، كما قال تعالى “أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ” (الزمر).
تحتوي قصة مؤمن آل فرعون على أسرار عديدة حول “وأفوض أمري إلى الله” تزيد من إيمان العبد.
أوقات يتأكد فيها التفويض إلى الله
توجد مواضع معينة يفضل فيها الشرع تفويض الأمر إلى الله، على الرغم من أن الاعتماد عليه دائم.
تلك المواضع تؤكد على تجلي أسرار “وأفوض أمري إلى الله” وما وراءها من حكم.
من هذه المواضع، عند النوم، حيث يُعتبر النوم موتة صغيرة، وعلى العبد تفويض أموره لله.
إن قبضت روحه، تكون عبادته القلبية هي تفويض الأمر لله سبحانه.
كما ورد في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أتيْتَ مَضجَعَكَ، فتوضَّأْ ووضوءَكَ للصلاةِ، ثمَّ اضْطجِعْ على شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثمَّ قُلْ: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك…” صحيح الجامع.
ومن المواضع أيضًا عند الفقر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ… فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ” (جامع الترمذي).
علاوة على ذلك، عند مواجهة مصيبة أو كرب، يكون العبد موقنًا بأن ما أصابه كان مقدرًا له.
فقد قال تعالى: “قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” (التوبة).
أيضًا عند الخروج من المنزل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا خرَجَ الرَّجُلُ من بَيتِه، فقال: باسمِ اللهِ، تَوكَّلتُ على اللهِ…” (تخريج سنن أبي داوود).
تفويض الأمر إلى الله وأخذ الأسباب
يعتقد بعض الأشخاص أن تفويض الأمر إلى الله يتعارض مع الأخذ بالأسباب، وهو اعتقاد غير صحيح.
المتوكل على الله هو من يعمل جاهدًا في تحصيل الأسباب أيضًا.
الأخذ بالأسباب هو أمر مطلوب، فعن أنس رضي الله عنه قال: “يا رسول الله، أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟” فقال: “أعقلها وتوكّل” (سنن الترمذي 2517).
يجب على العبد أخذ الأسباب حتى لو كانت ضعيفة بنظره.
وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال: “حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ” قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم عندما قالوا: “إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ…” (صحيح البخاري).
كما ذكر الله عز وجل قصة هود عليه السلام عندما عصاه قومه ولم يؤمنوا به، بل سبوه وأهانوه.
قال تعالى: “قالُوا يا هودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ…” (هود 53-56).
أما عن نوح عليه السلام، فقال: “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ…” (يونس).
أمثلة من تفويض الصالحين أمورهم إلى الله
ذكرت سورة التحريم قصة مؤمن آل فرعون، الذي يمثل نموذجاً ناصعًا للتفويض إلى الله بالرغم من المصاعب.
وأيضًا تُروى في القرآن الكريم قصة أم موسى، التي فوضت أمرها إلى الله لرعاية ابنها موسى.
أحدث التعليقات