تُعرف أيضاً بـ “الحرب العظمى”، حيث اندلعت في الثامن والعشرين من يوليو لعام 1914 واستمرت حتى الحادي عشر من نوفمبر لعام 1918، وشهدت مواجهة بين مجموعة من الدول الأوروبية. تُعتبر هذه الحرب واحدة من أكثر النزاعات دموية وتأثيراً في التاريخ، حيث أودت بحياة أكثر من تسعة ملايين شخص، وأدت إلى اندلاع العديد من الثورات في مختلف أنحاء العالم. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل الحرب العالمية الأولى بشكل أعمق.
كانت القوى العظمى في بريطانيا تسعى للحفاظ على مكانتها في الساحة الأوروبية، ما نتج عنه تحالفات عسكرية وسياسية بين معظم الدول الأوروبية بحلول عام 1900. لكن انطلاق هذه التحالفات كان في عام 1815 مع ما سُمي بـ “التحالف المقدس”، والذي ضم كلاً من النمسا وروسيا وبروسيا.
في عام 1873، قام المستشار الألماني أوتو فون بسمارك بالتفاوض مع أباطرة النمسا وألمانيا وروسيا، لكن اعتراض النمسا وروسيا على السياسة المتبعة في البلقان أدى إلى انسحاب روسيا من المفاوضات، مما دفع بالنمسا وألمانيا إلى التحالف تحت مسمى “التحالف المزدوج”، وعندما انضمت إيطاليا إليهما في عام 1882، أصبح التحالف ثلاثياً.
في محاولةٍ لإدخال روسيا في التحالف عام 1890، وقّع بسمارك على اتفاقية، لكنها قوبلت بالرفض حيث فضلت روسيا التحالف مع فرنسا في عام 1892. من جانبها، أبرمت بريطانيا اتفاقاً مع كل من فرنسا وروسيا عُرف باسم “حلف الأنجلو الروسي” في عام 1907، والذي صار يعرف بالوفاق الثلاثي.
أدت حركة التوحيد الألمانية في عام 1871 إلى تطور كبير في المجالات الصناعية والاقتصادية، حيث استخدم القيصر فيلهلم الثاني عائدات هذا النمو في تعزيز الأسطول البحري، مما أدى إلى منافسة قوية مع بريطانيا التي أطلقت سفينتها الحربية “دريدنوت” في عام 1906.
بين عامي 1908 و1909، قامت الإمبراطورية النمساوية المجرية بضم البوسنة والهرسك، اللتين كانتا تابعتين للدولة العثمانية، مما أثار استياء صربيا وحلفائها. أدى هذا التوتر إلى اندلاع حرب بين الدولة العثمانية ودول البلقان في عام 1912.
تضمنت الحرب طرفين أساسيين، هما: الحلفاء (بما في ذلك بريطانيا، إيرلندا، روسيا، فرنسا، أمريكا، اليابان، وإيطاليا) مقابل دول المركز (ألمانيا، النمسا، الدولة العثمانية وبلغاريا)، حيث بلغ عدد القوات المشاركة نحو سبعين مليون جندي.
كان التوسع الاستعماري أحد الأسباب الرئيسية لهذه الحرب، إلا أن الحادثة التي ولَّدت الشرارة كانت اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند وزوجته على يد الطالب الصربي غافريلو برينسيب في عام 1914، مما أدى إلى استمرار التحالفات وتصاعد الاستعدادات للحرب في غضون أسابيع قليلة.
انتهت الحرب تقريباً بسقوط روسيا، وعندما وافقت النمسا على وقف إطلاق النار في الرابع من نوفمبر 1918، والذي عُرف باسم “هدنة فيلا غوستي”، ثم وافقت ألمانيا على الهدنة في الحادي عشر من نوفمبر 1918 بعد اندلاع ثورة نوفمبر، وبذلك انتهت الحرب.
أحدث التعليقات