تعتبر هجرة الطيور ظاهرة طبيعية تحدث عندما تنتقل الطيور إلى مناطق مختلفة عن موطنها الأصلي، ويعود ذلك لعدة أسباب تشمل ما يلي:
تعد نقص مصادر الغذاء من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هجرة العديد من الطيور. فإذا بقيت الطيور في المناطق الاستوائية طوال العام، فإن الغذاء سيصبح نادرًا، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات التكاثر. لكن مع تجدد مصادر الغذاء في المناطق الشمالية خلال فصل الربيع، تهاجر ملايين الطيور إلى تلك المناطق للاستفادة من وفرتها. وعندما تقل الإمدادات الغذائية في فصل الخريف، تعود الطيور إلى المناطق الاستوائية التي تتجدّد فيها المصادر الغذائية.
على مرّ آلاف السنين، تطورت أنماط وأوقات الهجرة عند الطيور بما يتلاءم مع ظروف البيئة لتساعدها على تربية صغارها بسلام. تتنوع الظروف المناسبة لنجاح تنشئة الصغار باختلاف الأنواع، وتستند إلى مجموعة من العوامل البيئية.
لتتكيف مع تغيرات المناخ، طورت الطيور أنواعًا مختلفة من الريش. على سبيل المثال، تترك العديد من الطيور مناطق التكاثر في القطب الشمالي عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، حيث تحتاج إلى بيئات أكثر دفئًا للبقاء. كما أن البيئات الحارة قد تكون قاسية على صغارها، لذا من الأفضل وضع البيض في المناطق الأكثر برودة.
تجذب المناطق التي تحتضن مصادر غذائية دائمة أعدادًا كبيرة من الحيوانات المفترسة، مما يشكل تهديدًا لأعشاش الطيور. لذلك، تهاجر الطيور إلى بيئات بعيدة يصعب على المفترسات الوصول إليها، مثل الجزر النائية أو المنحدرات الساحلية، مما يمنح صغارها فرصة أكبر لتحقيق النمو.
تقوم الطيور بالهجرة إلى مناطق جديدة لدرء الأمراض والطفيليات التي تنتشر بسهولة عندما تتجمع الطيور في موطن واحد.
تختلف أنماط الهجرة حسب النوع كما يلي:
تتبع كل نوع من الطيور وقتًا معينًا من السنة للهجرة، بالإضافة إلى أوقات معينة من اليوم. بعض الأنواع تتبع نمطًا غير منتظم في هجرتها، بينما تُعتبر فترتا الربيع والخريف هما الفترتين الرئيسيتين للهجرة، حيث تتجه الطيور شمالًا في الربيع وجنوبًا في الشتاء.
رغم أن رحلة الهجرة تعتبر شاقة وصعبة، إلا أنها قد تكون خطيرة أيضًا بسبب عدم وجود عوامل الأمان. لجعل هذه الرحلة أكثر أمانًا، يمكن اتخاذ الإجراءات التالية:
تميل الطيور إلى اتباع نفس المسار سنويًا أثناء الهجرة، حيث ترتبط هذه المسارات بمواقع توقف مهمة تضمن الإمدادات الغذائية الأساسية لبقاء الطيور. وتستطيع الطيور تحديد مساراتها بعدة طرق، منها:
أظهرت الأبحاث أن هجرة الطيور على شكل حرف V تلبي هدفين رئيسيين، هما:
حيث أن كل طائر يطير خلف الطائر الذي أمامه لتقليل مقاومة الرياح، وتتناوب الطيور على الطيران في المقدمة لإراحة بعضها البعض، مما يعني أن الطيور المتعبة يمكن أن تتراجع إلى الخلف. وقد أثبتت الدراسات أن الطيور التي تطير منفردة تستهلك طاقة أكبر مقارنة بتلك المهاجرة في أسراب.
يساعد الطيران ضمن تشكيل على شكل V في تعزيز التواصل والتنسيق بين الطيور، مما يسهل التعرف على كل طائر في الرحلة.
أحدث التعليقات